مؤخراً حقق وفد شباب مملكة البحرين إنجازا متميزا على المستوى الخليجي في مسابقة القرآن الكريم والحديث الشريف في نسختها الـ (28) التي عُقدت مؤخراً في سلطنة عمان بمشاركة 40 متسابقاً من دول مجلس التعاون، وحصل وفد المملكة على جائزة أجمل صوت وجائزة أصغر متسابق. 

نشكر قيادتنا الرشيدة وجميع المساهمين في الدعم الكبير والمتواصل للشباب وإعدادهم لحفظ كتاب الله، دعم بانت نتائجه، تفوق بجدارة وإحراز مراكز متقدمة طيلة السنوات الماضية في عدة مسابقات في المحافل الدولية، مشاركة تؤكد مدى حرص جلالة الملك على كتاب الله ودعم الشباب اللامحدود لحفظه وتلاوته .

رغم هذا الدعم والحرص على إحراز أفضل النتائج المشرفة لمملكة البحرين وإبراز الصورة الناصعة لها في رعايتها قراء القرآن الكريم، إلا أن الوفد لم يلق استقبالا يليق بمكانته، ومن المؤسف أن نستقبل بالورود من اشترى الدنيا، بينما نقلل شأن من اشترى الآخرة، ماذا لو كان الفائز مطرباً أو ممثلا أو لاعباً مشهوراً، كيف سيتم استقباله؟! بالتأكيد سيستقبل بحب وحفاوة وستتم تغطية خبر وصوله من خلال العديد من المجلات والصحف، وستمتلئ وسائل التواصل الاجتماعي بآخر أخباره، ما إن يصل إلى المطار إلا ويجد حشودا تملأ المكان في انتظاره للتصوير معه أو طلب توقيعه، بينما حفظة القرآن يذهبون في صمت وكذلك يعودون. 

قد لا نستغرب الموقف، يقول الله عز وجل: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) (الفرقان:30)، فهجر القرآن قائم سواء عن أحكامه وتعاليمه أو الاهتمام به.

تهنئة من القلب لجميع الفائزين، بارك الله لهم وثبتهم ونفع بهم الأمة، نسأل الله لهم دوام التوفيق والنجاح والاستمرارية في رفع وتشريف اسم بحريننا الغالية، نأمل أن نحقق نتائج مشرفة مماثلة في النسخة (29)، كما نأمل أن يحضى الوفد القادم بمزيد من الاهتمام والحفاوة، ليكون قدوة محفزة لأبنائنا تدعو للخير والصلاح.