العدد 3085
الأحد 26 مارس 2017
banner
سياسة خارجية احترمها العالم
الأحد 26 مارس 2017

البحرين معروفة بسياستها الخارجية المتزنة والرصينة، وهي سياسة تستند بالتأكيد إلى رؤية وحنكة القيادة الرشيدة وقدرتها على التعامل مع المتغيرات المتسارعة والتحديات الجسام التي تواجهها المنطقة منذ عقود.

هذه السياسة الحكيمة فرضت احترامها على العالم كله؛ بسبب ثباتها ووضوحها وتمسكها بمبادئ وقيم نبيلة وغير مجتزئة. ففي الوقت الذي يتعرض فيه العالمان الإسلامي والعربي لهجمات عنيفة من قبل المتعصبين في الغرب والشرق، الذين يحلو لهم إقران الإسلام بالإرهاب، تكون البحرين دائما من أوائل الدول التي تدين كل عمل إرهابي بغض النظر عن أي اعتبارات.

المسلمون الذين يعيشون في الغرب باتوا للأسف معرضين بشكل متزايد لضغوط شديدة؛ نتيجة تلك الأعمال الإرهابية، التي يستغلها البعض للطعن في سماحة الإسلام والطبيعة المسالمة لأتباع الدين الحنيف، الذين أصبحوا مطالبين ضمنيا بتبرئة أنفسهم من تلك الجرائم التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

قد يحتاج المسلمون إلى من يعزز موقفهم أمام أبواق التعصب ودعاة التشكيك والمحرضين على أعمال العنف التي ترتكب ضدهم والتي تزداد وتيرتها بشكل يبعث على القلق ويستدعي تدخلا منسقا على المستويات كافة قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة.

الإدانة الفورية للأعمال الإرهابية من الدول والمنظمات الإسلامية أصبحت مطلبا أساسا، ليس فقط لأن تلك الأعمال لا يقبلها منطق أو دين، بل لأن الإدانة السريعة تصحح صورة المسلمين في الغرب وتغنيهم عن الحاجة إلى شرح موقفهم الرافض للإرهاب عقب كل عملية، وقد لا يجدون من يسمعهم أو يصدقهم أو حتى الفرصة للتعبير عن أنفسهم.

المتتبع للبيانات التي تصدرها القيادة البحرينية ووزارة الخارجية سيجد يقظة وحرصا كبيرين على التعبير بأشد عبارات الإدانة لأي عمل إرهابي، وبشكل فوري ينم على رفض صادق للإرهاب بكل صوره وأشكاله، ولعل لسان حال المسلمين في الغرب يقول “يا ليت منظمة التعاون الإسلامي وكل المنظمات الإسلامية الرسمية وغير الإسلامية تقتدي بالقيادة البحرينية، حتى تخفف عنا بعضا من الضغوط التي نعيشها يوميا”.

السياسة الخارجية الحكيمة التي تتبعها البحرين تكللت بنجاحات دبلوماسية كبيرة على محاور عدة لا يتسع المجال لذكرها، وهنا يجب الإشادة بالدور الفاعل الذي يضطلع به وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، فبفضل تحركاته الواعية ونشاطه الملحوظ ارتفع صوت البحرين عاليا في المحافل الدولية حاملا رسالة المملكة، قيادة وشعبا، إلى العالم، بأنها ستظل في طليعة الدول الداعمة لجهود مكافحة الإرهاب، والمساندة لكل عمل مشترك يرمي إلى تحقيق الاستقرار والتنمية ومحاربة التطرف والعنف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .