+A
A-

العاهل: تقديم الخدمات بطرق إبداعية للأيتام والأرامل واللاجئين

 ثمن عاهل البلاد، الرئيس الفخري للمؤسسة الخيرية الملكية صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بالجهود الكبيرة التي بذلت من أجل إنجاح عمل المؤسسة الخيرية الملكية وتوصيلها إلى العالمية مشيداً باستراتيجية المؤسسة الخيرية الملكية الخماسية الجديدة، مثمناً جلالته جهود ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب، رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة في قيادة العمل الخيري والإنساني الذي تقوم به المؤسسة الخيرية الملكية داخل وخارج البحرين.

وقال جلالته “إن عمل الخير واجب على كل إنسان بحسب طاقته وإمكاناته وهو ما يدعوننا إليه ديننا الإسلامي الحنيف وعاداتنا وأخلاقنا العربية الأصيلة ولا يهم كم تقدم من العون والمساعدة لإخوانك ولكن المهم أن تشعر بحاجاتهم وواجبك تجاههم ثم يأتي بعد ذلك استخدام الإبداع في تقديم وإيصال هذه المساعدات وهو ما أثبتته المؤسسة الخيرية الملكية بكل اقتدار، فقد استطاعت أن تحقق العديد من الإنجازات على المستويين المحلي والدولي وهي محل فخر واعتزاز من قبل الجميع لما أثبتته من كفاءة واقتدار في مساعدة المحتاجين من المواطنين والشعوب والدول الشقيقة والصديقة”.

كما أكد جلالته أهمية مواصلة العمل بكل جد واجتهاد وبطرق إبداعية لتقديم الخدمات للأيتام والأرامل البحرينيين والمحتاجين داخل مملكة البحرين والمساهمة في تحقيق التنمية لهم عبر البرامج والمشاريع والأنشطة، وتقديم العون والمساعدة للدول والشعوب الشقيقة والصديقة بأساليب تتوافق مع المعايير العالمية التي تعمل بها منظمات الأمم المتحدة والمعاهدات الدولية والمساهمة في رفع المعاناة عنهم استجابة للنداءات الطارئة ودعم جهود الدول المستضيفة للاجئين.

جاء ذلك بمناسبة تسلم جلالته الاستراتيجية الجديدة للمؤسسة الخيرية الملكية من رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة.

وفي كلمة بهذه المناسبة، تقدم سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بخالص الشكر والتقدير إلى جلالة الملك على رعاية جلالته الكريمة وتوجيهاته السديدة للمؤسسة الخيرية الملكية من أجل تقديم العون والمساعدة لجميع المحتاجين في مملكتنا الغالية ودعم المنكوبين من الشعوب والدول الشقيقة والصديقة، وقال سموه “يشرفنا أن نرفع إلى مقام جلالتكم السامي استراتيجية المؤسسة الخيرية الملكية للأعوام الخمسة المقبلة والتي قمنا بوضعها وفقاً لرؤى جلالتكم، كما راعينا فيها تثبيت ما تم تحقيقه من مكتسبات وخبرات وإنجازات طوال الأعوام السابقة، والعمل على تطوير هذه المكتسبات والخبرات والإنجازات وفقاً لخطة مدروسة من أجل إبراز وجه البحرين المشرق في محافل العمل الانساني الدولي، كما أننا نسعى من هذه الاستراتيجية إلى تحقيق بنية مالية استثمارية تضمن استمرارية عمل هذا الكيان الخيري الكبير الذي أنشأتموه جلالتكم بعيداً عن أي تأثيرات اقتصادية ليكون صدقة جارية في ميزان حسنات جلالتكم نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا الله إلى تحقيق هذا الهدف من خلال العمل الجاد المتواصل”.

وقال سموه “سيدي صاحب الجلالة إن المؤسسة الخيرية الملكية التي تشرفت برعاية جلالتكم ورئاستكم الفخرية لها قد تهيأت لها سبل التميز والنجاح من خلال توجيهات جلالتكم السديدة ورؤيتكم الحكيمة في تقديم العون والمساعدة لجميع المحتاجين في مملكتنا الغالية ومبادراتكم في إغاثة المنكوبين من الشعوب والدول الشقيقة والصديقة، مما كان له عظيم الأثر في تحقيق المؤسسة للعديد من الإنجازات المتميزة على المستويين المحلي والعالمي”.

وأضاف سموه “ويشرفنا بهذه المناسبة يا صاحب الجلالة أن نعاهد جلالتكم على المضي قدماً في عملنا هذا وبذل المزيد من الجهد والعطاء مستضيئين بنهجكم وتوجيهاتكم لتحقيق التطلعات المنشودة نحو الارتقاء بالعمل الخيري والإنساني وتقديم العون والمساعدة لجميع المحتاجين وتحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات ورفع اسم جلالتكم ومملكتنا الغالية عالياً في المحافل الدولية والعالمية”.

وقال سموه: منذ انطلاق المشروع الإصلاحي لجلالتكم كان الملف الإنساني على قائمة أولويات جلالتكم، حيث تفضلتم بإصدار توجيهاتكم السامية بتاريخ 14 يوليو 2001 لإنشاء لجنة تعني برعاية الأيتام والأرامل في مملكة البحرين، ونظرًا للنجاحات التي حققتها اللجنة وتراكم خبراتها، فقد كان لزاماً أن تأخذ طريقها للتوسع والنمو واستلام المهام والتكاليف المتعددة في ميدان العمل الخيري والإنساني، لذا فقد صدر الأمر السامي رقم 12 لسنة 2007 لتتحول تلك اللجنة الإنسانية إلى مؤسسة متكاملة ترعى الأيتام والأرامل والمحتاجين في مملكة البحرين وتمد يد العون إلى الدول الشقيقة والصديقة، كما تعددت مهام المؤسسة وتوسعت أساليبها في تقديم العمل الخيري والإنساني بطرق إبداعية عدة، فشملت ميادين الإبداع الشبابي والفني واعتماد سياسة الاستثمار العقاري الخيري والتنموي لدعم مشاريعها المتنامية.

ووسط كل هذه التطورات عملنا على أن يكون الداعم لهذه المسيرة السريعة هو التخطيط الدقيق والمراجعات المستمرة لمسار حركة الاتساع الهيكلي النوعي للمؤسسة الخيرية الملكية؛ لضمان المحافظة على سيرورة العمل وتطوره وثباته، إذ قمنا بإعداد هذه الاستراتيجية المحكمة لتنظيم وتطوير وقياس الأعمال والأهداف والرؤى التي تسعى مملكتنا الحبيبة لتحقيقها ضمن الخطة الوطنية لمملكة البحرين 2030، كما حرصنا أن تكون الاستراتيجية الجديدة للمؤسسة تتواكب مع التحديات الاقتصادية المستقبلية ومُبدعة في التعامل مع الجهات المانحة والشرائح المستفيدة، ومبادرة في طريقة اقتراحها وتعاملها مع البرامج والمشاريع والأنشطة المختلفة، وتشاركية مع جميع الأطراف المعنية بالعمليات الإنسانية والخيرية والتنموية في مملكة البحرين.

كما يسرنا أن نستذكر بكل فخر واعتزاز الدعم الكبير الذي تحظى به المؤسسة من قبل حكومتنا الرشيدة بقيادة رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، ودعم ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.

داعياً الله العلي القدير أن يمتع جلالتكم بموفور الصحة والسعادة وأن يحقق لمملكتنا الغالية وشعبها الكريم المزيد من التطور والازدهار في ظل قيادتكم الحكيمة.

من جانبه، قال الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية مصطفي السيد: “إن المشروع الإصلاحي لجلالة الملك هو المنبع الأساس لهذه الاستراتيجية وتنفيذا لإرادة جلالته النافذة بحول الله. قمنا في المؤسسة الخيرية الملكية وعلى مدار الشهور الفائتة بالتعاون مع أهل الاختصاص وذوي الخبرة والدراية بإعداد هذه الاستراتيجية الطموحة، التي نسعى من خلالها بأن نحقق رؤية جلالة الملك من عمل المؤسسة الخيرية الملكية وأن نمد يد الخير والعطاء لجميع المحتاجين في مملكتنا الغالية والمساهمة في تحسين مستوى المعيشة لهم”.

وقال السيد “إن المؤسسة تطمح في فترة تنفيذ الاستراتيجية وبدعم من القيادة الرشيدة وبقيادة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة أن تكون مؤسسة عالمية رائدة في العمل الخيري والإنساني. كما أنها من خلال الرعاية الملكية الكريمة، والشراكة المجتمعية والأداء المتميز، تسعى للقيام بأعمال الخير والبر والإحسان وتنفيذ المشروعات التنموية والإنسانية بما يساهم في تعزيز روح التضامن الاجتماعي داخل مملكة البحرين وخارجها، بحيث تخدم وتساعد جميع الشرائح المستهدفة ضمن مبادرات وتوجهات صاحب الجلالة الملك والتي ترتكز على تحقيق مجموعة من المحاور والأهداف الاستراتيجية من خلال تنفيذ العديد من البرامج والمشاريع والأنشطة الإنسانية والخيرية والتنموية داخل وخارج مملكة البحرين.

وأكد السيد القيم التي تعمل المؤسسة الخيرية الملكية من خلالها لتحقيق أهدافها الاستراتيجية وهي قِيم عمل الخير والنزاهة والتكافل المجتمعي والعدل والإبداع والعمل الجماعي والتشاركي والاحترام لجميع العاملين والشركاء في وضع الاستراتيجية.

وأوضح السيد أن الاستراتيجية الجديدة للمؤسسة تركز على 4 محاور وأبعاد استراتيجية من خلال الخارطة الاستراتيجية الجديدة وهي الأبعاد المالية للمؤسسة ومواردها المالية، وكيفية المحافظة عليها وتنميتها وتحقيق استدامتها على المدى الطويل. 

أما البُعد الثاني فهو بعد العملاء وتحقيق أعلى معدلات الرضا والقبول من طرف عملاء المؤسسة داخل وخارج المملكة وتقديم الخدمات لهم ضمن أعلى معايير الحرفية والمهنية والمواصفات العالمية.

ويركز البُعد الثالث على جودة وكفاءة العمليات الداخلية في المؤسسة ومهنية الأنظمة، وذلك بالتواؤم مع البُعد الرابع وهو بُعد النمو والتعلم والتدريب المستمر لرفع قدرات وطاقات ومهارات الموارد البشرية في المؤسسة الخيرية الملكية.

وقال: يعتبر العمل في المؤسسة الخيرية الملكية، والتي هي إحدى أهم ثمرات المشروع الإصلاحي الكبير لجلالة الملك، ذا أهمية ومسؤولية كبيرة لما لهذا الملف من أهمية كبرى في ترسيخ مبادئ المشروع الإصلاحي، كما أن العمل تحت قيادة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة يمد العاملين مع سموه بثقة لا حدود لها في نجاح مهمتهم؛ لما يقدمه من دعم وثقة وحيوية من خلال تفاعله ونظرته البعيدة التي ساعدتنا كثيرًا في تطوير العمل في هذه المؤسسة حتى أصبحت رائدة العمل الخيري والقناة الآمنة الأولى في توصيل مساعدتنا في الداخل والخارج.

فكلما تقدمت المؤسسة في تجربتها وعملها الخيري والإنساني، كانت الحاجة للتخطيط والمراجعة والتطوير أكثر إلحاحًا وأهمية من ذي قبل، فالتوجيهات السامية التي يصدرها جلالة الملك بصفة مستمرة تدعونا - وباستمرار - للتفكير الجاد في كيفية تحقيقها وإنجازها على أكمل وأفضل وجه، إذ كان للمؤسسة موعد مع مجموعة من الملفات الخيرية الضخمة تضيف للمؤسسة مهاما تضاعف من عملها وتفرض عليها فعل الحركة والمرونة في تطوير أدواتها الهيكلية

وتقدم السيد بهذه المناسبة بخالص الشكر والتقدير إلى الحكومة الرشيدة بقيادة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، ودعم صاحب السمو الملكي ولي العهد، مثمناً جهود أعضاء مجلس الأمناء والإدارة التنفيذية وجميع العاملين في المؤسسة الخيرية الملكية، والذين كان لهم دور كبير في وضع هذه الاستراتيجية والعمل في البدء بتنفيذ التوجهات الاستراتيجية الجديدة، التي نأمل أن ترتقي بالعمل الإنساني والخيري والتنموي في البحرين إلى آفاق جديدة. كما أشاد بالدعم الاستشاري والفني الذي قدمه المعهد العربي للتخطيط في دولة الكويت التابع للجامعة العربية في المشاركة في تصميم وبناء وإعداد استراتيجية الجديدة للمؤسسة، وفي تدريب العاملين على تنفيذ الاستراتيجية، وإعداد البرامج والآليات والمنهجية العلمية في تصميم الاستراتيجية وتدريب العاملين عليها، إذ تأتي هذه الاستراتيجية حول نظريتي موسف وكريموك، والتي تؤصل وتؤكد على النجاح والتميز المؤسسي القائم على عنصر التخطيط الاستراتيجي والعنصر المتعلق بالموارد البشرية والقائم على الإبداع والتحفيز والثقافة المؤسسية، مؤكداً ضرورة الاستمرار بالتعاون والتنسيق مع جميع الأطراف ذات العلاقة بالعمل الإنساني والخيري والتنموي في مملكة البحرين.