+A
A-

رؤساء تحرير الصحف: البحرين داعمًا رئيسًا للتضامن العربي وتفعيل آليات العمل المشترك

عبر رؤساء تحرير الصحف المحلية في لقاءات متفرقة مع وكالة أنباء البحرين (بنا) عن تفاؤلهم بالقمة العربية التي ستنعقد في العاصمة الأردنية يوم 29 مارس الجاري، مؤكدين أن التحديات التي تواجهها المنطقة تتطلب التكامل والتعاون بين الدول العربية في المجالات كافة الأمنية والاقتصادية، وشددوا على أن البحرين كانت على الدوام داعماً رئيساً للتضامن العربي وتفعيل آليات العمل العربي المشترك بما يخدم قضايا الأمة.

من جانبه، لفت رئيس جمعية الصحفيين البحرينية، ورئيس تحرير صحيفة “البلاد” مؤنس المردي إلى التحديات التي تواجه المنطقة وتلقي بظلالها على القمة العربية، ويأتي على رأسها الصراعات العسكرية في كلا من سوريا واليمن والعراق، مشيرا إلى أن السبب الرئيس فيما تعانيه تلك الدول الثلاث هو التدخلات العسكرية الإيرانية في شؤونها والتسبب في تهجير سكانها ومحاولات تغيير التركيبة السكانية وهوية الدولة.

ودعا زعماء الدول العربية الى التركيز على إيجاد حلول لمعضلة تلك الدول، وقال: الخطر يزداد، ولولا عاصفة الحزم السعودية في اليمن لكانت الأمور تطورت لما هو أسوأ ووصلت إيران إلى عمق أكبر تحاول أن تصل إليه.

ونوه بالملف الاقتصادي الذي لن يغيب عن أعمال القمة، داعيا إلى إيجاد رؤية اقتصادية شاملة للدول العربية عبر تعاون وتكامل شبيه بما حدث في الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن الدول العربية لديها مقومات الاتحاد لمواجهة التكتلات الاقتصادية العالمية، وهو ما يعبر عنه نبض الشارع العربي والخليجي خصوصا ونلاحظه كرؤساء تحرير صحف من ردود فعل القراء.

إلى ذلك، أكد رئيس تحرير صحيفة “أخبار الخليج” أنور عبدالرحمن أن القمة تحمل آمال وتطلعات الشعوب العربية كافة، سيما في ظل ما تواجهه المنطقة من تحديات ومخاطر جسام تستدعي التنسيق والتشاور بِشأنها والتكاتف بين القادة العرب للتصدي لها، لافتا إلى أن هناك العديد من الملفات والقضايا الساخنة التي يصعب، بل يستحيل مجابهتها بشكل فردي، وإنما تتطلب العمل معا ـ أي بشكل جماعي ودون أي تردد ـ لحلحلتها وتسويتها.

وأشار إلى أن من أبرز تلك القضايا التي تلقي بظلالها على أجواء القمة المرتقبة ما يتصل بأسس الحفاظ على أمن المنطقة وحماية استقرار شعوبها، وتمتد بآثارها الخطيرة وتداعياتها على مستقبل العالم العربي برمته، وفي مقدمة ذلك: المحاولات المستميتة للتدخل الخارجي في شؤون دول المنطقة، والتي باتت تتخذ صورا عديدة، والمهددات التي تسعى للنيل من تجانس مكوناتها الاجتماعية، وتستهدف التأثير على وحدة الصف الوطني بها، فضلا بالطبع عن التحديات الاقتصادية العديدة الناتجة عن تراجع مداخيلها ومواردها؛ بسبب الأزمة الهيكلية في بنية الاقتصاد العالمي.

وأعرب رئيس تحرير صحيفة “الأيام” عيسى الشايجي عن ثقته بقدرة القادة في انتشال الأمة العربية مما تعانيه من ويلات وحروب؛ ليعيدوا لها مجدها وأهميتها ووجهها الحضاري، مشيرا الى أن القضايا الرئيسة التي سيتم مناقشتها في القمة العربية الثامنة والعشرين في عمان، تتعلق بالأمن والإرهاب، والتدخلات الخارجية في الشأن العربي، وملف القضية الفلسطينية.

وعن التدخلات الخارجية، أكد أنها من الملفات المهمة، حيث تعاني العديد من الدول العربية وجود تدخلات خارجية تستهدف الأمن والاستقرار بها، وهو ما يجب أن يتم نقاشه باستفاضة ووضع حد لها.

واختتم الشايجي تصريحه بتأكيد موقف البحرين العروبي والقومي والداعم لكل المبادرات التي من شأنها إعادة اللحمة العربية، وهو ما يؤكده عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في كل المحافل المحلية والعربية والدولية، حيث كانت البحرين على الدوام داعماً رئيساً للتضامن العربي وتفعيل آليات العمل العربي المشترك بما يخدم قضايا الأمة العربية والإنسان العربي.

وقال رئيس تحرير صحيفة “الوسط” منصور الجمري إن الجامعة العربية تعقد قمتها في الأردن في نهاية مارس الجاري مع ازدياد التحديات المفصلية في الوطن العربي وذلك بعد 100 عام على اتفاقية “سايكس بيكو” التي قسمت المنطقة بحسب تصورات ومصالح توافقت مع من وضعها في ذلك الوقت، ولكنها أسست لكثير من المشكلات التي ازدادت في الفترة الأخيرة، إذ تشهد المنطقة صراعا دوليا وإقليميا يؤثر سلبا على الدول المجتمعات العربية.

وأشار إلى وجود تداعيات خطيرة بسبب الأزمات والحروب والفتن، وقال إن هذه التداعيات تتطلب من القمة الصعود إلى مستوى التحديات بما يعكس طموح الأمة العربية.

من جهته، أكد رئيس تحرير صحيفة “الوطن” يوسف البنخليل أن القمة المقبلة هي قمة لم الشمل، وقمة التكاتف والتضامن العربي في ظل التحديات التي تشهدها الساحة العربية، وهي تحديات غير مسبوقة وتتطلب تعاملاً غير تقليدي لإعادة بناء النظام الإقليمي العربي.

أما بالنسبة لتطورات العلاقات الخليجية والعربية - الأميركية، فأوضح البنخليل أن المنطقة أمام تحولات أخرى على المشهد منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتوليه مسؤولية البيت الأبيض.

وقال: تابعنا في الفترة الماضية الرسائل الإيجابية المتبادلة بين الطرفين، وهناك رغبة مشتركة في تصحيح مسار العلاقات الثنائية، وهناك تفاؤل خليجي وعربي تجاه التطورات الجارية في واشنطن، لكن يجب أن يترجم هذا التفاؤل بمبادرات ومواقف ملموسة في الفترة المقبلة.

فيما دعا القائم بأعمال مدير عام وكالة أنباء البحرين مهند النعيمي إلى ضرورة أن تكون القمة الـ 28 خطوة مهمة في مسيرة العمل العربي المشترك بحيث تضاف إلى سلسلة ممتدة من القمم التي حافظت على دورية انعقادها منذ أكثر من نصف قرن.

وتابع: ننتظر بفارغ الصبر أن تسفر اجتماعات القادة والزعماء العرب عن تحقيق النتائج المرجوة.