العدد 3087
الثلاثاء 28 مارس 2017
banner
الإرهاب والدين
الثلاثاء 28 مارس 2017

أنزل الله سبحانه وتعالى الأديان من أجل رفاهية الإنسان وسعادته في الدنيا والآخرة، ومن أجل تحقيق التآلف والتعاضد بين البشر من دون تمييز بين أحدٍ منهم، ومن أجل تحقيق العدالة بينهم، ومنعًا للظلم والعدوان على الغير، ورفضًا لاستغلال الناس وإرهابهم. الدين تتجلى فيه السماحة والغفران والتعايش مع الآخر، والإرهاب بعيد جدًا عن هذه الصفات، ولا يلتقي الدين والإرهاب أبدًا، لا في القيم ولا المبادئ، فكلاهما نقيض الآخر وجودًا وأهدافًا.

ولا يوجد دين إرهابي، ولا يوجد عِلم إرهابي أو نظرية إرهابية، فالإرهاب مجرد رأي يتفوه به البعض لحسابات وأهداف خاصة، ويجسده أصحابه في تصرفاتهم وأفعالهم ضد المجتمعات، قد تكون مجتمعاتهم أو مجتمعات غيرهم، فهم يؤمنون بها أحادًا ومجموعات، أفرادًا وتنظيمات، لكنه لا يصل إلى أن يكون الإرهاب نظرية، وعندما ينتمي هؤلاء إلى الأديان فهذا لا يعني أن دينهم اليهودي أو المسيحي أو الإسلامي هو دين إرهابي، فالإرهاب رؤية صاحبها الذي يؤمن بها، ومَن يؤيد هذه الرؤية فهو شريك في الإرهاب، ومَن يتستر عليه. 

وبسبب هذه الرؤية التي خدعت صاحبها وأوقعته في التهلكة توهم كثر بأن الإرهاب حرية للتعبير والرأي، لكنه توهم ذلك وخدع نفسه، وتغافل عن إقناع نفسه بأن رؤيته تلك مجرد وهم، وبسبب رؤية الإرهاب تتنامى يومًا بعد آخر مشاعر الكراهية ضد المسلمين في الغرب، الغرب الذي يحتضن الكراهية للكثير من الشعوب، ونما في أرضه الإرهاب وتشكلت فيه خلاياه.  هناك دول تنتج الإرهاب وتصدره لغيرها، دول تحمل الكراهية لغيرها من الشعوب، تصدر عداءاتها لهم، تجند أبناء تلك الدول في خلايا وميليشيات، تمدهم بالفكر الهدام وتعدهم لمحاربة مجتمعاتهم باسم الإسلام ومبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية، تبيعهم أوهام الحرية وتكبلهم بأغلال التبعية لهم، فيسقطون ضحايا الواحد تلو الآخر بعد أن ضلوا الطريق، ففقدتهم أسرهم وخسرتهم أوطانهم، فما نفعهم المُحرضون. 

الذين يفتون بثواب الآخرة ويُبشرون مَن يقتل النفس التي حرم الله قتلها، لماذا لا يكونون في مقدمة هذا الفعل وينالون هذا الثواب؟! لماذا يُشجعون باسم الدين والمذهب قتل الآخرين وهُم من وراء الجدار؟ ومن أين يأتي المفتون بأسانيدهم الدينية في فتواهم تلك؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .