العدد 3087
الثلاثاء 28 مارس 2017
banner
جرائم الخدم... سوء معاملة أم ضعف مراقبة؟
الثلاثاء 28 مارس 2017

تصدمنا وسائل الإعلام المختلفة بين فترة وأخرى بجرائم بشعة يندى لها الجبين خجلا وتذرف لها العيون دمًا، يقترفها الخدم في بيوت مخدوميهم، وضحاياها أطفالنا، وفرضت طبيعة الحياة وتعقدها ومتطلباتها على الكثيرين منا الاستعانة بالخادمة أو المربية للاعتناء بأطفالنا لكنهم يتحولون للأسف الشديد لضحايا ويتعرضون لممارسات بشعة وصنوف شتى من العذاب على يد الخادمة التي قد يطول أمدها بسبب مشاغل رب البيت وثقته في الخادمة وعدم تسرب الشك إلى قلبه وعدم أخذ الحيطة والحرص. الكثير من هذه الحوادث والقضايا وتفاصيلها تدل على وجود رغبة في انتقام الخادمة من الأسرة التي تعمل لديها، وهو ما يفسر لنا هذا التطور في الجرائم التي يرتكبها الخدم من الهروب من المنزل أو سرقة أموال ومجوهرات إلى ارتكاب جرائم مع الأطفال يشيب لها الولدان للانتقام من تصرفات الأسرة.

عند هذه النقطة نضع أيدينا على جانب مهم من القضية سواء من حيث سببها أو معالجتها وهو ما يتعلق بالمعاملة، فكما أن سوء معاملة الأسرة للخادمة سببًا رئيسا في هذه القضية، فإن حسن المعاملة وكرم الأسرة للخادمة يمثل مخرجًا مهمًا من مخارج هذه الأزمة.

الجزء الآخر الذي لا يقل أهمية في هذه المشكلة التي تعاني منها الأسر في كثير من الدول في وقت لا يكاد يخلو أي منزل من الخادمة، هو أن هناك جرائم كثيرة ترتكب من قبل الخادمات ليس بدافع الانتقام لسوء المعاملة وإنما لأسباب أخرى كثيرة لا يمكن حصرها من قبيل سوء السلوك وعدم وجود وازع اخلاقي أو رادع ديني يحول دون ارتكاب الخادمة مثل هذه الجرائم بحق الأطفال، واستغلال غفلة الوالدين عن سلوكياتها وأفعالها وعما يحدث في جنبات البيت من مصائب ترتكبها تلك العمالة التي تلازم الأطفال بالليل والنهار. 

وهنا نقول، إن متابعة رب الأسرة هذه العمالة أمر حتمي ولا مفر منه إن كان غير قادر على الاستغناء عنها، فلابد أن تكون خاضعة لرقابته وتحت سيطرته لأن في ذلك حماية لأبنائه.

إذا كان لدى أحدنا مشروع تجاري، فإنه يحرص على اتخاذ كل التدابير الأمنية ووضع كاميرات المراقبة لتضمن له معرفة ما يدور في هذا المشروع حتى في غيابه، وبإمكان أي أحد الحصول عليها وربطها بهاتفه أينما كان، فما بالنا والأمر يتعلق بأهم مشروع في حياتنا أي فلذات أكبادنا؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية