لاشك أن زيارة جلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة جمهورية مصر العربية، ولقاءه الرئيس عبدالفتاح السيسي في هذا التوقيت، له أهميته الكبيرة في تاريخ العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين التي تعد نموذجا للعلاقات الأخوية التي تتميز بالصراحة والاحترام.

ومن أهم ما يميز العلاقات البحرينية المصرية على وجه الخصوص ذلك التطابق والاتفاق فيما يتعلق بغالبية القضايا التي تهم الأمة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والقضايا الأخرى مثل مكافحة الإرهاب والسعي إلى تصفية الأجواء وجمع شمل الدول العربية.

وهناك قاسم مشترك يربط بين قيادتي البلدين وهو الرشد السياسي وعدم الالتفات لصغائر الأمور وعدم الانسياق وراء محاولات بث الفرقة بين الدول العربية، وهذا أمر غاية في الأهمية في هذه المرحلة التي يتعرض فيها أمن الدول العربية بالكامل لخطر داهم.

إنني ألمس عن قرب ومن خلال تعاملاتي المتعددة مع الإخوة المصريين أن الشعب المصري يكن احتراما خاصا لجلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة، وهذا أمر يتصل بالعاطفة الوطنية التي لا نظير لها لدى الشعب المصري الأصيل، فالمصريون على كل المستويات لا ينسون أبدا المواقف التي يقفها الآخرون من بلدهم خصوصا في أوقات الخطر. فالمصريون لا ينسون أبدا أن الملك حمد بن عيسى كان أول حاكم على مستوى العالم تطأ قدماه أرض مصر العروبة عقب ثورة المصريين المجيدة في الثلاثين من يونيو 2013.

ونحن في هذه المناسبة نعبر عن تقديرنا واحترامنا للشقيقة مصر، شعبا وقيادة وحكومة، ونقولها بكل صراحة إن الدور المصري في المنطقة لا يمكن أن ينتهي ولا يمكن لأحد أن يتجاوزه إن أردنا أن نحقق استقرار المنطقة وإطفاء الحرائق التي تشتعل في أرجائها المختلفة، فمصر قلب الأمة العربية النابض وستبقى كذلك مهما كانت طبيعة الأحداث التي تمر بها منطقتنا في هذا الوقت الصعب.

ما نتمناه أن تساعد زيارة جلالة الملك المفدى مصر الشقيقة في هذه اللحظة التاريخية في خلق أجواء جيدة بين الدول العربية المشاركة في القمة العربية القادمة في عمان، خصوصا أن خطورة اللحظة الحالية تحتم على الجميع العمل على توحيد الصفوف.