العدد 3088
الأربعاء 29 مارس 2017
banner
بريطانيا والبحرين والإرهاب
الأربعاء 29 مارس 2017

في بريطانيا ثلاث نساء يحكمن، الملكة اليزبيث ورئيسة الوزراء تريز ماي، ووزيرة الداخلية أمبر رود، ورغم ما عُرف عن المرأة من عاطفة مثلما يزعم بعض العرب الجاهلين بالأمور، رغم ذلك لو سايرناهم في هذا الزعم، فإن تعامل الحكومة البريطانية مع عمل إرهابي واحد مؤخراً فاق كل تصور.

في بريطانيا هذه قتل رجل أمن واحد هناك، انتفضت الحكومة واستنفرت كل قواتها وأجهزتها وتحرك الشعب البريطاني برمته متعاطفاً مع الشرطي القتيل مطالباً بالانتقام واستنكر العرب والمقيمون وكل المسلمين شيعة وسنة وحتى الهاربين هناك الذين يديرون الإرهاب ضد بلادهم من لندن استنكروا ما حدث، لكن ما لفت نظري هو أن الذين كانوا يتحدثون عن حقوق الإنسان وعن الإسراف في استخدام القوة.. هؤلاء عندما وصل حد الإرهاب البيت البريطاني وقفوا وخرسوا واعتبروا ما تفعله الحكومة البريطانية أمراً مشروعا.

بالطبع أنا أول المدافعين عن حق الحكومة البريطانية في اتخاذ كل الوسائل لحماية الشعب والممتلكات وفرض الأمن والاستقرار، هذا واجب الدولة هناك ولو قصرت فسوف ينتف الشعب ريش الحكومة البريطانية بدا ذلك من حجم الفزعة التي انفجرت في وجه الحكومة تطالب بالقصاص من كل المتورطين في الحادث الإرهابي الذي أصيب فيه أبرياء ومعهم رجل شرطة وطالبت وزيرة الداخلية أمبر رود بفك شفرة الرسائل الإلكترونية والاطلاع على كل الاتصالات المشفرة إضافة لتدابير أخرى في الطريق.

تذكرون الحفنة المريضة من نواب بريطانيين ومنظمات بريطانية حقوقية ومعهم محطة البي بي سي العربية، كيف فبركت وزورت وكذبت وفعلت كل ما في وسعها من تشويه تجاه البحرين حينما وصفت الإرهاب بالثورة، ليتكم تتابعون هذه الأيام نفس هذه المحطة وكيف حشدت طاقاتها كلها وللأسف حتى مع بعض العرب المرضى والمهووسين بالثرثرة معها من أجل التصدي للإرهاب الذي ضرب لندن مرة واحدة وتجاهلت إرهاب ضرب البحرين سبع سنوات، كانت تتجاهل كل أولئك الشهداء من رجال الأمن وتدمير الممتلكات وترويع المواطنين، لماذا خرست هذه المحطة اليوم أمام الإرهاب الذي ضرب لندن؟

هذا هو العالم اليوم وهذه هي الانتقائية وما نأمله هو أن تُدرك لندن وواشنطن وباريس وبالطبع سويسرا أن الإرهاب لا يفرق بين البحرين وبين سويسرا، ولو حدث ذلك في سويسرا لا قدر الله ماذا ستقول هذه الدولة عن حقوق الإرهابيين؟ 

لابد من عودة المكيال لطبيعته الأساسية وهو الكيل بمكيالٍ واحد لا مكيالين، ولابد أن يدرك الغرب وسفراؤهم عندنا هذه الحقيقة قبل أن يبعثوا تقاريرهم الكاذبة عن هدر حقوق الإنسان في بلادنا.

 

تنويرة:

 لن نعترف بالحب الذي في قلوبنا حتى لا نغتاله.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية