العدد 3088
الأربعاء 29 مارس 2017
banner
ليست خلية إرهابية واحدة
الأربعاء 29 مارس 2017

لا يمكن أن يحصر الإرهاب في خلية واحدة أو أكثر، وذلك بعدما تجلى حجم الإرهاب في المؤامرة الانقلابية في 2011، أي أن هذه الخلية ما هي إلا واحدة من مئات الخلايا الإرهابية، كل واحدة في موقعها، وهذا ما واجهته البحرين منذ التسعينات وقبل التسعينات، حين خرجت جميع المستويات من الانقلابيين الذين شاركوا في الانقلاب، من أدنى مستوى من موظفي الحكومة إلى مستوى مسؤولين كبار، هؤلاء جميعهم شاركوا في المؤامرة الانقلابية التي تم تنفيذ كل أشكال الإرهاب فيها من تفجير وقتل ووعيد بالانتقام وإشهار عمالتهم لإيران علانية، ومازال مع الأسف هؤلاء الانقلابيون يعلنون ضديتهم للدولة، وهانحن شهدنا أحد المسؤولين كيف يهلل ويرحب بالأطباء الذين أطلق سراحهم بعد قضاء محكوميتهم، ولم يخف فرحه بلقائهم ومباركته لهم، ومنهم الطبيب الذي سيطر على مستشفى السلمانية مع المليشيات الأخرى من أطباء وممرضين وموظفين، فهل هناك إرهاب أكثر من احتلال مستشفى وتحويله إلى ثكنة للعمليات الإرهابية، ثم منع العلاج عن المواطنين الذين وقفوا في وجه الانقلاب.

وما هي المؤامرة الانقلابية التي حدثت في 2011؟ المؤامرة الانقلابية هي رفض للدولة بالكامل ورفض لمكون الشعب الرئيسي، حيث عبر الانقلابيون صراحة عن رغبتهم في الإطاحة بالحكم واستبداله بحكومة مماثلة لحكومة العراق الموالية لإيران، وكانت الأعمال الإرهابية التي تم تنفيذها، والتي كانوا ينوون تنفيذها هي في مجملها قتل واغتيال سواء لرجال الأمن أو شخصيات مهمة، وما المشانق التي تم تركيبها على الدوار وصفق لها جميع الحضور، إلا صورة تعكس الإصرار على الاغتيالات التي ستنفذ لو نجحت مؤامرتهم، إنهم كانوا سيفعلون ما فعلته الحكومات العراقية التي توالت على العراق بعد احتلاله من اغتيالات وإعدامات وذبح، إذا ملامح ما بعد المؤامرة كانت ستكون حتى أشنع مما حدث في العراق، وصورة الإرهاب التي حدثت في مؤسسات البحرين وشوارعها ما هي إلا صورة بسيطة لما يخططون له، ولن نقول إنها تنحصر في خلية إرهابية واحدة بل هي رغبة المليشيات الانقلابية بكل المستويات، وأية خلية بعد ذلك ما هي إلا خلية من مئات الخلايا النائمة في مؤسسات الدولة وشركاتها الوطنية الحيوية. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية