العدد 3089
الخميس 30 مارس 2017
banner
حماية اللغة العربية
الخميس 30 مارس 2017

تعاني اللغة العربية اليوم من أزمة لغوية، وهي جزء من الأزمات التي تعانيها الأمة العربية، وباتت من مظاهر أزمات العصر المتكالبة علينا من الغرب والشرق، وظاهرة تراجع اللغة العربية وهي لغة الضاد والقرآن في ازدياد مستمر، وكثيرة هي المؤتمرات والندوات والمحاضرات التي يتم تنظيمها من أجل حمايتها والنهوض بها، ويجب على المسؤولين والمهتمين باللغة العربية تجسيد ما تنطق به هذه المؤتمرات والندوات من أبحاث، وترجمة توصياتها إلى ممارسات عملية وقرارات تنفيذية بهدف حماية اللغة العربية والحفاظ على سلامة نطقها واستخدامها. وقضية اللغة العربية ليست قضية ثقافية بحتة بقدر ما هي إحدى قضايا الأمة العربية السيادية، فحماية اللغة العربية حماية للوجود العربي وإنسانه، والحفاظ عليها اكتساب لمقومات القوة والاقتدار، وحمايتها تعني حماية المكنونات العربية وترسيخ الفكر الحضاري الذي شاركت الأمة العربية في تأسيسه منذُ قرون طويلة. فلغتنا العربية هي من أقدم اللغات وأعرقها، فما بين حروفها يعيش ماضي أمتنا العربية وما اتصل من الأمم وارتبط روحيًا وثقافيًا وحضاريًا، واليوم تمثل الانتماء القوي لهذه الأمة، والحفاظ عليها ضمان للحفاظ على أمتنا وازدهارها، وتمسكنا بها لا يعني انغلاقًا على أنفسنا أو انكفاءً على ذاتنا، ولا تعصبًا لوجودنا. وعندما نقول إن اللغة العربية جزء لا يتجزأ من وجود الإنسان العربي ومن مقومات السيادة القومية لأمتنا العربية فإنه يجب علينا جميعًا كشعب عربي التمسك بها وأن لا نرضى بغيرها بديلاً، فعلينا حمايتها من الغزو الثقافي للغات الأجنبية الأخرى، ولا نقصد تهميش اللغات الأخرى أو استصغارها بل نتبادل معها كلغات ثقافية وليست بديلاً عن لغتنا العربية، واستبدالها يعني انتقاصها الذي ينتقص من سيادة أمتنا العربية،  لنعمل معًا لصد التحديات التي تواجه لغتنا العربية، وأن يتعلم الأبناء أساس التحدث والكتابة باللغة العربية ابتداءً من البيت وفي المدارس والمعاهد والجامعات. وليدرك الجميع من آباء ومسؤولين ومعلمين وأبناء أن للغة قيمة جوهرية في حياة كل أمة، وهي الحصن الذي يحمي الأمة، وتحفظ هويتها وكيانها ووجودها، وتحميها من الذوبان والضياع في الحضارات والأمم الأخرى.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية