تعيش العلاقات بين أقطار الخليج العربي والنظام الإيراني حالة من التوتر الشديد وذلك منذُ عام 1979م، وحالات كثيرة من التصادم الدبلوماسي، هذه الحالات صنعتها جملة من العناصر منها السياسة التوسعية الإيرانية.

وتقوم استراتيجية النظام الإيراني للتعامل مع أقطار الخليج العربي على جملة من العناصر التي منها عنصر الانتقام، فقد تعرض الإيرانيون لهزائم عسكرية متتالية على يد العرب المسلمين، في القادسية الأولى عام 15هـ وفي القادسية الثانية 1980م، وهذا ما جعلهم يبيتون الانتقام من العرب من خلال التدخل في شؤونهم. وعنصر الاحتلال، حيث قامت إيران باحتلال إقليم الأحواز في عام 1925م وتفريسه، واحتلال الجزر العربية الثلاث في 1971م، والتواجد العسكري القسري في لبنان وسوريا والعراق واليمن وغزة. وعنصر الفتنة، حيث ينتهج النظام الإيراني نشر عنصر الفتنة المذهبية الطائفية بهدف توسيع مساحة العداء الديني والسياسي بين المواطنين العرب، وتكريس الفعل الطائفي وتمزيق وحدتهم الوطنية وتعطيل التنمية الاقتصادية. وعنصر القوة والتحدي، بين فنية وأخرى يقوم النظام باستعراض قوته العسكرية البشرية والعتادية والقيام بتجارب عسكرية على منتجاته العسكرية وتنظيم المناورات العسكرية البرية والبحرية والجوية، بجانب التهديدات المستمرة لأقطار الخليج العربي باستخدام قوة السلاح لفرض إرادة الهيمنة والتسلط العنصري. وعنصر دعم القوى المخالفة، حيث استغل النظام الإيراني أحداث الربيع السوداء لإيصال الدعم اللوجستي بكل أنواعه إلى القوى المناهضة للشرعية والنظام والقانون، والدفاع المُستميت عن أفعالها والتهديد المباشر بعدم محاسبتها. وعنصر تشكيل الخلايا السياسية والميليشيات العسكرية في أقطار الخليج العربي، هذه الخلايا والتشكيلات التي يتم اكتشافها واجتثاثها بين فترة وأخرى في البحرين والسعودية والكويت والإمارات. ويأتي الرد الإيراني غاضبًا حيال ذلك. وعنصر التدخل في الشؤون الداخلية من سياسية وقضائية واجتماعية وكأن أقطارنا العربية والخليجية تنتمي للجغرافيا الإيرانية. وعنصر خلق الأزمات، فعندما تتأخر تحقيق أهدافه الإقليمية وتتعقد محادثاته مع واشنطن ودول الغرب يقوم النظام الإيراني بخلق أزمات تتعلق بالوضع العربي في العراق واليمن وسوريا ولبنان وفلسطين وغيرها من الملفات العربية التي يستخدمها كلما تعقدت مباحثاته مع واشنطن والغرب. وهي إحدى أساليب المساومة الخبيثة التي يستخدمها لتحقيق مآربه وأجنداته على حساب القضايا العربية القومية.

هذه بعض العناصر التي تقوم عليها سياسة النظام الإيراني في تعامله مع أقطار الخليج العربي.