العدد 3096
الخميس 06 أبريل 2017
banner
أصبحنا برخص التراب
الخميس 06 أبريل 2017

فعلا أصبحنا بلا ثمن، وبرخص التراب، وكما يقال نقتل بل نذبح في كل مكان ونهان من قبل الجميع دون سبب وبلا ردة فعل من أية جهة كانت وكأننا مجرمون بلا جريمة.. مذنبون بلا ذنب، نعاقب على شيء لم نفعله سوى هويتنا العربية الإسلامية، كل ما يحدث لنا لأننا عرب مسلمون، فإذا اتحدت الصفتان في إنسان أصبح مطلوبا ومجرما ومذنبا.

كان معي ضيف عربي من مصر الشقيقة، وكان الهوان الذي أصاب الأمة من محاور الحديث معه، يقول: ما الذي جرى لنا، كنا في السابق نفخر بكوننا عربا، نرفع رأسنا أينما حللنا ونتباهى بهويتنا ونلقى من الاحترام ما نستحق أينما وجدنا، كنا كما قال عبدالناصر حينها في خطبه “ارفع راسك يا أخي ...”، وكنا نرفع الرأس في كل مكان، أما الآن فقد اختلف الحال وأضحينا نداري رؤوسنا، بل نجبر على ذلك حتى لا يتم توجيه اتهام لنا لأي سبب. 

الأمة هي الأمة لم تتغير ولم يتبدل موقعها ولا محتواها، الشعب هو الشعب لم نجلب شعبا آخر ليعيش في وطننا بدلا منا، الدين كما هو لم يتبدل فجلنا من المسلمين الملتزمين الموحدين، فما الذي حدث لينقلب الحال في سنوات، ما الذي حدث ليتبدل الحال من رؤوس مرفوعة إلى رؤوس مطأطئة، من الاعتزاز بالنفس إلى الترهب منها، ليس من حق فرد أن يتحدث ويحدد أسباب ما وصلنا إليه مع أن للجميع رأيا يستحق الاحترام والتقدير ولكن الجميع عليهم واجب تحديد الأسباب وإزالتها لتعود الأمة إلى واقعها الذي يجب أن تكون عليه وأن تغير الواقع الذي فرض عليها.

صدرت دراسات كثيرة لا تعد ولا تحصى وعقدت مؤتمرات عديدة ومتنوعة في مواقع عربية كثيرة تناقش الحال وتتحسس الأسباب، وهناك مؤتمرات متخصصة تواصل محاولة معرفة السبب.. لماذا؟ مؤتمرات يشارك فيها كل من له رأي، كل من يستطيع، إلا أن هذه المؤتمرات والتحليلات يجب أن يكون لها موقع في القرار حتى لا تكون حبرا على ورق وجهدا بلا نتيجة.

في الأماكن الأخرى يعتمد القرار على مراكز الدراسات المتخصصة، بل يتم عقد تلك المؤتمرات عندما يراد اتخاذ قرار لمعرفة كل ما يحيط بذلك القرار من أوجه السلب والإيجاب، وربما من أسباب ما وصلنا إليه غياب تلك المؤتمرات أو بالأحرى غياب التجاوب مع نتائج تلك المؤتمرات والجفاء الذي نراه بينها وبين المسؤولين، ولو لم يكن موجودا لكان الحال مختلفا نوعا ما... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية