تصدرت القضية الفلسطينية والأزمات في كل من سوريا والعراق وليبيا واليمن جدول أعمال القمة العربية الثامنة والعشرين في الأردن.

ملفات كثيرة سياسية واقتصادية مازالت الشعوب العربية تترقب تطوراتها مع كل لقاء يجتمع فيه القادة، نتابع القرارات أولا بأول عل وعسى أن نصل لمخرجات تنصلح بها الأحوال العربية، نحن بحاجة لإصرار وتنسيق متكامل موحد ووضع النقاشات والقرارات على أرض الواقع، الأوضاع الراهنة تتطلب وقفة جادة موحدة حازمة، خصوصاً مع وجود مساع إيرانية حاقدة مستمرة في تدخلاتها المستفزة ومؤامراتها على البحرين والمنطقة.

التهاون العربي لن يجفف منابع الإرهاب، ولن يصل بنا لبر الأمان، ولن يحقق تطلعات الشعوب بل سيزيد المنطقة قلقا وتوترا وصراعات تسلب الأمن، الأحلام العربية ليست صعبة المنال إن تكاتفت الدول واتحدت، بجميع إمكاناتها وقوتها المادية والعسكرية، لركل الدخلاء ووقف تطاولاتهم واعتداءاتهم المثيرة للفوضى والمهيجة لمسلوبي الإرادة وضعفاء النفوس.

ما حدث مؤخراً في سوريا أي القصف الكيميائي الذي شنه النظام السوري على مدينة خان شيخون، والذي راح ضحيته أبرياء، يتطلب تحركا فوريا ومحاسبة عاجلة لبشار ومعاونيه، كفانا إدانات وشجبا واستنكارا واسترخاصا لدماء الأبرياء، إحصاءات للقتلى تتزايد على أيادي بشار وميليشياته، مجازر تستهدف شعب سوريا لتصفيته، بينما نحن في سبات ولا نزال في مرحلة المباحثات والاستنكار! 

القمة العربية ليست الأولى وليست الأخيرة الأهم أن لا يتكرر اللقاء دون الخروج بنتائج ملموسة، قرارات تنفذ ولا تصبح بعد أيام معدودة في طي النسيان ولا يبقى منها غير صور تذكارية توضع في الأدراج.

 لا نريد نتائج مخجلة تعود بنا للوراء، الأوضاع السياسية الإقليمية والدولية متذبذبة ومتوترة وتتطلب صرامة وسرعة في التنفيذ لحفظ أمن المنطقة، نريد حلولا تخلو من المفاوضات الاعتيادية والمقايضات غير المنصفة.

نتمنى أن تتحقق الأهداف المرجوة من القمة وإيجاد حلول جذرية للقضية الفلسطينية والأزمات في سوريا وليبيا واليمن والعراق، وتفعيل مبادرة سلام عربية حقيقية، خطونا خطوات في الاتجاه الصحيح نأمل أن نكمل المسيرة فلا وقت للتراجع.