العدد 3098
السبت 08 أبريل 2017
banner
لكي يبقى الجهد النضالي مركزا على نظام الملالي
السبت 08 أبريل 2017

لو قمنا بعملية تقييم ومراجعة لأسباب وعوامل بقاء واستمرار نظام الملالي في إيران من حيث عدم تمكن المعارضة الإيرانية من إسقاطه لحد الآن، لوجدنا أن من أهم الأسباب عدم وجود تحالف وصيغة كفاح توحد معظم هذه القوى المعارضة التي تفضل العديد منها لأسباب متباينة العمل والنضال ضد النظام بصورة منفردة وضمن أطر قومية أو فئوية محددة بأجندة خاصة تبعدها عن التموضع ضد النظام مع أحزاب وجماعات أخرى بصيغة العمل الجبهوي الجماعي.

نظام الملالي الذي طالما اتهم مخالفيه ومعارضيه بأنهم محاربون ضد الله وأنهم مفسدون في الأرض وأباح قتلهم، صار واضحا للعالم كله أنه نظام يرفض كل صيغ وأشكال وأنماط المعارضة ضده، ولذلك فإن الذين يتصورون احتمال أن يقدم هذا النظام عرضا للتحاور والاتفاق مع حزب أو جماعات سياسية معارضة من أجل منحها مساحة من الحرية للعمل السياسي إنما يعيشون وهما ليس بعده أي وهم، فهذا النظام المستند على نظرية دينية متطرفة تجعله يعتقد أنه صاحب الحق في الحكم، هكذا نظام لا يمكن إطلاقا أن يصلح لأي نقاش أو حوار أو مفاوضات سياسية.

قيام بعض القوى والجماعات السياسية الإيرانية المعارضة من أعراق وأطياف مختلفة خلال الفترات الأخيرة، والتي تنأى بنفسها بعيدا عن العمل الجماعي الجبهوي ضد النظام، برفع سقف مطالبها وأهدافها إلى الانفصال عن إيران، والدعوة إلى ذلك قضية تستدعي التمعن والتأمل، ذلك أن الأرضية والأجواء لهكذا مطالب ليست مهيأة إيرانيا إطلاقا، بل إن طرح دعوات انفصالية نظير تلك التي يطرحها بعض من المعارضين العرب الأهوازيين، جهد لا يخدم التوجه العام لإسقاط هذا النظام وإنما يمنحه المبرر لكي يطلق شتى التهم ضد القوى المعارضة ضده وإظهارها بأنها تعمل من أجل تجزئة إيران وتفتيتها وأنها تابعة لقوى أجنبية معادية للشعب الإيراني.

نظام الملالي الذي عمل كل ما بوسعه من أجل التجسس على القوى المعارضة له وكان آخر الأمر الحكم على عملاء له في ألمانيا قاموا بالتجسس على منظمة مجاهدي خلق، يقوم أيضا بأساليب مختلفة بزرع عناصره وعملائه بين أوساط العديد من التيارات والأحزاب المعارضة من أجل دفعها للتشرذم والعمل باتجاه التناحر والتشكيك بالقوى السياسية الأخرى بدلا من الانصراف للنضال ضد النظام نفسه، ومن المهم جدا الانتباه إلى ما يفعله ويعمل من أجله النظام وعدم الانجراف في طريق تم رسم معالمه في دهاليز وأقبية النظام في طهران. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .