العدد 3099
الأحد 09 أبريل 2017
banner
نحو مبادرة نخبوية مخلصة للوطن
الأحد 09 أبريل 2017

من أبرز المتطلبات التي وضعتها قيادة البلاد لتنمية الاقتصاد الوطني التخطيط المدروس وتوفير البيانات والإحصاءات الدقيقة كركن رئيس لوضع السياسات القابلة للتطبيق والإنجاز القابل للتقييم والقياس، ذلك لأن النمو الاقتصادي له انعكاساته المهمة على صعيد الاستقرار والأمن وتحسين معيشة المواطن والمقيم معًا، ومع اختلاف الظروف، فإن الأوضاع تحتاج دائمًا للمراجعة والمشاركة وتبادل الآراء والخروج بصيغ متناغمة مع متطلبات كل مرحلة.

ولعلني أشرت في مقال سابق بعنوان: “الشيخ الحاسم... سمو رئيس الوزراء يضيء شعلة الغد”، إلى مدلولات المراجعة والمشاركة وتبادل الآراء والحاجة إلى مبادرة نخبوية مخلصة للوطن يشارك فيها رجال الأعمال والاقتصاد والسياسة والأكاديميون، لكن ما هو المنطلق؟ والإجابة توجب أن نشير إلى أن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه، فتح المجال لكل هذه النخب، وخصوصًا رجالات البلد المشهود لهم بجهودهم في كل المجالات، لإيصال وجهات نظرهم وإطلاع سموه على مشاكلهم وقضاياهم وهمومهم، وما قال سموه ذلك إلا لأنه يؤمن بعدة مرتكزات: أولها أن اللقاء بين رئيس الحكومة ورجالات البلد من الثوابت البحرينية الأصيلة، وثانيها: أن العالم يمر بمتغيرات عديدة تحتم البحث والنقاش والتحليل واستخلاص خطط العمل، وثالثها: أن أبواب سمو رئيس الوزراء المشرعة للجميع، تزيل أية موانع أو معوقات تحجب صياغة المبادرات النافعة للوطن والمواطنين، على أن تكون ذات بعد استراتيجي منجز. ولكي أتعمق في جوهر الفكرة، أعود لردود الأفعال على المقال المذكور أعلاه، فكثيرة هي وجهات النظر والاتصالات التي تعكس التفاعل من جانب فئات مهمة في بلادنا سواء من المسؤولين أو رجال الأعمال والمال أو المثقفين والإعلاميين، عبروا فيها عن الإيمان التام بضرورة ترجمة توجيهات سمو رئيس الوزراء إلى برامج عمل تنهض بالوطن، وتتيح المجال لكل الفئات لتقديم رؤاها وتصوراتها الرامية إلى مواصلة المسيرة وتحقيق ما تصبو إليه القيادة والشعب على حد سواء.

وجوهر الفكرة هنا، وما أردت طرحه وفق إطارها، أن تبادر الشخصيات والفعاليات البحرينية ذات الإسهام والتاريخ الوطني لأن تصيغ (مبادرة نخبوية) تشمل بنودًا مدروسة وتنطلق من الدعم والمساندة من جانب سمو رئيس الوزراء. بالتأكيد، هو عمل جماعي سيتطلب بعض الوقت، لكن الكثير من رجال البلد عبروا عن استعدادهم للعمل سوية، ولا أعتقد أن من الصعب أن تتفق نخبة لتتولى دفة المبادرة، تناقشها، تبحثها، تضع خطوطها الرئيسية، آلياتها، ثم تتقدم بها لسمو رئيس الوزراء الذي – دون شك – سيقدر هذه الخطوة وسيدعمها مادامت تحوي أفكارًا مبتكرة ورائدة، ولطالما أثنى سموه على الطاقات البحرينية الخلاقة المنتجة على كل الأصعدة.

من المهم أيها الأعزاء أن تنشط المبادرات من جانب الجميع، فالوطن بحاجة إلى سواعد الجميع للمشاركة بعقلية متفتحة وروح وطنية عالية، وكلما كانت المبادرات جامعة لتطلعات القيادة والشعب، كلما حظيت بالمباركة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .