العدد 3099
الأحد 09 أبريل 2017
banner
ضربة أميركية لإيقاظ ضمير الإنسانية
الأحد 09 أبريل 2017

تحركت المياه الدولية الراكدة بعد ساعات قليلة من قيام الولايات المتحدة الأميركية بقصف عدد من الأهداف في مطار الشعيرات العسكري بريف حمص الشمالي في سوريا بعشرات من صواريخ “توماهوك”، حيث انقسم العالم ما بين مؤيد ومعارض إزاء هذه الضربة رغم أنها اقتصرت على أهداف عسكرية وكانت ردًا على مجزرة إنسانية بشعة ارتكبها الطاغية السوري بحق شعب أعزل ومدنيين أبرياء وأطفال ونساء.

فكما ساد صمت غير مبرر إزاء مجزرة خان شيخون باستثناء بعض الإدانات والتصريحات الصادرة عن بعض الدول، وقع انقسام أيضًا غير مبرر بين دول العالم حول الضربة الأميركية يعود إلى احتكام هذه الدول لمنطق الربح والخسارة دون غيرها من الحسابات التي كانت تحتم عليها أن تكون مشاركة في عملية رد الاعتبار للإنسانية والقيم الأخلاقية حتى لو كان لا يعنيها الإنسان السوري وعذاباته.

بدا واضحًا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسير في طريق صحيح لإعادة المصداقية للولايات المتحدة الأميركية حيث كاد سلفه أن ينسفها نسفًا بانحيازه لقوى الشر في المجتمع الدولي، فحينما سئل ترامب عن قصف المدنيين في خان شيخون في إدلب بالغازات الكيميائية، لم يكتف بعبارات بلاغية وإنشائية للتعاطف وإنما أكد أنه “يجب أن يحدث شيء”، بمعنى فعل معين رادع ومانع لتكرار ما حدث بحق الشعب السوري، وها قد حدث ذلك الشيء بتلك الضربات الصاروخية التي شنها الجيش الأميركي.

هذه الضربة الأميركية وضعت العالم على المحك، ودشنت مرحلة جديدة في التعامل مع الأزمة السورية التي طال أمدها دون أن يكون هناك بصيص أمل في حلها، فجاء رد الفعل الأميركي الحاسم ليضع كل دولة أمام خيارين لا ثالث لهما وهما إما أن تكون مع الحق والقانون وتدعم هذه الضربة أو مع الهمجية وتعارضها متشدقا بمفردات لا تجد لها تطبيقا على أرض الواقع السوري من قبيل سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها بعد أن تحولت الساحة السورية لفناء تلعب فيه إيران بكل حرية ومهارة من أجل فرض نفوذها ومذهبها وتحقيق مصالحها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .