في عهد أوباما حدث انقلاب في السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، على الرغم من أن أوباما بدأ حكمه بقراءة القرآن في جامعة القاهرة ومغازلة العرب والمسلمين، لدرجة أن البسطاء اعتقدوا أن أوباما الذي كان أبوه مسلما سيعمل من أجل رفع الظلم عن المسلمين وإعادة الاعتبار لهم على مستوى العالم ورفض الربط بين الإسلام والإرهاب، لدرجة أن البسطاء بدأوا يتساءلون ويختلفون فيما بينهم حول كون أوباما نفسه مسلما!

ولكن أوباما أثبت العكس تماما، فبدلا من أن يحارب الإرهاب ويفصل ما بين الجماعات المتطرفة وبين المسلمين المعتدلين في المذهبين، قام بوضع يده في أيدي الجماعات الإرهابية والمتطرفة ليستخدمها كحصان طروادة من أجل إعادة تشكيل المنطقة من جديد وإضعافها وتمكين هذه الجماعات المتطرفة بدلا من مقاومتها، اعتقادا منه أن تحالفه معها سيحقق الأمن للولايات المتحدة وسيحدث التغيير في الشرق الأوسط.

وبدلا من أن يعمل على كبح جماح إيران وتدخلها السافر في شؤون جيرانها الذين هم في الأساس حلفاء للولايات المتحدة، زاد الطين بلة وقاد العالم إلى الاتفاق النووي مع إيران، وهو الاتفاق الذي أطلق يد إيران في المنطقة وأعطاها إشارة الأمان لكي تعربد هنا وهناك وتحرك الجماعات التابعة لها لهز استقرار جيرانها.

وبمجيء الرئيس ترامب إلى الحكم بدأنا نتلقى إشارات إيجابية إلى حد ما، فهل إدارة ترامب ستعود بالسياسة الأميركية في المنطقة إلى عهدها القديم؟

هناك عدة إشارات تجعلنا ننتظر هذا التغيير في السياسة الأميركية، ذلك التغيير الذي يسمي الأشياء بأسمائها ويوقف إيران عند حدها مما يؤدي إلى تحقيق نتائج في الحرب على الإرهاب، ومن أهم هذه الاشارات الاستقبال الحافل والتأييد الكبير الذي أعلنه السيد ترامب للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حيث توقع الجميع من خلال متابعة ذلك أن الدفء سيعود من جديد للعلاقات المصرية الأميركية، بعد فترة من تعكر الأجواء ورفض الادارة السابقة التعامل مع الرئيس السيسي. وعودة الدفء للعلاقات المصرية الأميركية حتما سيكون في صالح القضايا العربية المختلفة، خصوصا ما يتعلق بإيران وتدخلاتها في شؤون دول الخليج العربي.

وهناك إشارات أخرى تتصل بالبحرين ودول الخليج، حيث بدأت إدارة الرئيس ترامب إلى حد ما تضع النقاط على الحروف بالنسبة للتدخلات الايرانية في البحرين والمنطقة برمتها، وهذا شيء جيد نتمنى أن يتحقق على الأرض.