العدد 3099
الأحد 09 أبريل 2017
banner
وزالت حمرة الخجل
الأحد 09 أبريل 2017

إنها إهانة للإنسانية... هكذا وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب قتل الأطفال الأبرياء في سوريا في الهجوم الكيماوي الذي استهدف مدينة خان شيخون، معتبرا أنه “تجاوز كل الخطوط”. 

كلام ترامب عن الخطوط أعاد إلى الأذهان ما ظل يردده أوباما طوال فترة رئاسته الكارثية بعد كل جريمة حرب يرتكبها نظام بشار ضد الأبرياء من الشعب السوري الشقيق، لكنه لم يتحرك قط منذ اندلاع الأزمة قبل 7 سنوات، حتى اقترن لون خطوط أوباما بحمرة الخجل على وجه السياسة الخارجية الأميركية.

هذه الصورة الذهنية التي رسخها أوباما عن عبارة “تجاوز الخطوط” جعلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تتفادى الإجابة عن سؤال أحد الصحافيين بشأن تصريحات ترامب بشأن الخطوط الحمر، وربما لسان حالها يقول “وما الذي يختلف هذه المرة، فقد ظل أوباما يرددها عشرات المرات ولم توجه أميركا أي ضربة مباشرة ضد النظام السوري؟”.

لكن ترامب لم ينتظر طويلا قبل أن يجيب بشكل عملي عن السؤال الذي لم تجب عنه ميركل، فأصدر أمرا تنفيذيا بمعاقبة الضالعين في جريمة خان شيخون، ليثبت أن أميركا القوية استيقظت من نعاس استمر 8 سنوات، شعر خلالها الأسد وداعموه بأنهم محصنون، وأن حكمه في سوريا واقع على العالم قبوله والتعايش معه.

ما يشهده العالم اليوم من فوضى يحتاج إلى قيادة أميركية حازمة افتقدناها في عهد أوباما، ولعل جرس “التوماهوك” الذي ضرب في الفجر يوقظ بشار من غفلته وينبهه بأن عليه الرحيل الآن قبل فوات الأوان، وسأقتبس من العبارة التي قالها بعد الاستيلاء على حلب “الزمن تحول إلى تاريخ” وأضيف عليها أن التاريخ تحول إلى ليال حالكة على شعب يئن من ويلات الحرب والجرائم التي يرتكبها النظام السوري ضد كل معاني الإنسانية.

الضربة الأميركية عكست تغيرا بزاوية 180 درجة في السياسة الخارجية السلبية التي كرستها الإدارة الأميركية السابقة، وستتضح تبعاتها لاحقا، لكن المؤكد أن بشار ومن معه سيفكرون ألف مرة قبل أن يخططوا لضرب المدنيين العزل بالأسلحة الكيمياوية أو التقليدية، فهم عرفوا جيدا أن العالم، الذي وقف معظمه مؤيدا للعمليات الأميركية، لن يقبل بأكاذيبهم الواهية، إذ أجمع معظم الخبراء على أن فكرة انتشار غاز السارين بعد تفجير معمل إنتاجه لا تصدق.

رحيل بشار سيعيد الأمل للشعب السوري في تجاوز الأزمة التي راح ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء وتشرد على أثرها الملايين، وسيمهد الطريق لحل سياسي شامل ينهي معاناة أشقائنا وأطفالنا في سوريا ويحفظ لقلب العروبة النابض سيادتها ووحدة أراضيها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .