العدد 3101
الثلاثاء 11 أبريل 2017
banner
التقشف إلى أين؟
الثلاثاء 11 أبريل 2017

انهيار سعر النفط لم يكن بأيدينا ولا يد حكومتنا، أما تأثيره فيطالنا ويطال الجميع بلا استثناء تقريبا لأن دخل الدولة قائم بالأساس على هذه السلعة، ولو اقتصر التقشف على جوانب ثانوية وغير حيوية لقلنا لا بأس حتى لو انعدمت تلك الأمور الثانوية أو الكمالية فيمكن العيش بدونها وشطبها من قاموس الحياة اليومية، ولكن هذا التقشف وكما نراه امتد إلى أمور حيوية كثيرة ومن ضمنها الثروة البشرية التي هي أساس النمو في جميع الدول.

إن سمو رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه يؤكد دائما اهتمامه بهذه الثروة ويراها الثروة الحقيقية للدولة، بالتالي فإن تطويرها والاهتمام بها يجب أن يستمر حتى لا ندخل في فراغ أو فجوة يصعب تعويضها مستقبلا، والثروة البشرية كثيرة ومتنوعة، منها الفني والإداري والمالي وغيرها من أنواع الثروات البشرية التي تزخر بها الأمم وتهتم بها وتعمل على تطويرها، وفي هذا السياق نود التأكيد على جانب منها، مع أهمية الجوانب الأخرى بالطبع التي ينطبق عليها ما نقول.

سمعنا منذ فترة عن رغبة لتحويل البلاد أو جعلها وجهة سياحية علاجية، بمعنى أن تكون كوادرها الطبية على مستوى من الخبرة والقدرة على متابعة كل ما يعتري الإنسان من أمراض وبصورة مريحة لهذا الإنسان ومفيدة في نفس الوقت، إلا أن ما تمر به الدولة حاليا من تقشف وضمور في الميزانية يبدو أنه طال عملية تطوير الكوادر الطبية، ونحن هنا لا نتحدث عن الدراسة الطبية الأولية، أي الشهادة الأولى المؤهلة لممارسة الطب بمختلف تفرعاته، ولكننا نتحدث عن الجانب التالي لذلك وهو عملية التأهيل العليا لهذه المهنة التي بتخلفها عن الركب لا قدر الله فإنها لن تؤدي إلى عدم وجود سياحة علاجية فقط، ولكنها ستؤدي إلى عدم وجود علاج مناسب للمواطن قبل كل شيء، وهو ما يعني ضرورة إيجاد مخرج لهذه المهمة، لتخريج استشاريين على مستوى عال حتى في ظل وجود التقشف الذي يجتاح ميزانية الدولة ومنها ميزانية التدريب.

من المخارج هنا - وهي ربما تكون عديدة - بعثات سمو ولي العهد، وهي الجهة التي اهتمت بتعليم الكثير من المواطنين في الجامعات الكبرى في عمل محمود، ولكن هل يمكن لهذه الجهة تخصيص بند في ميزانيتها لتدريب الكوادر الطبية في دراستها العليا وتحويل عدد من الأطباء في الفروع المختلفة إلى استشاريين متخصصين، وهل يمكن أن يتم التوافق بينها وبين الجهة المختصة بوزارة الصحة على نظام معين لتحقيق هذه الغاية ووضع الضوابط والشروط التي من خلالها نستطيع الاستمرار في تأهيل هذه الكوادر المهمة؟

نتمنى حدوث ذلك، كما نتمنى أن تكون بلدنا وجهة علاجية للآخرين... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية