العدد 3102
الأربعاء 12 أبريل 2017
banner
لا تتركوا نظريات الإرهاب تتفوق على نظريات التعليم
الأربعاء 12 أبريل 2017

الوضع في عالمنا العربي مختلط واتخذت الأعمال الإرهابية أشكالا متنوعة وقد نحتاج إلى تقديم تحليل تفصيلي لهذا الموضوع، ولكن لا يجب أن نخدع أنفسنا ونقول إن المسألة برمتها أمنية وينبغي تشكيل التحالفات العريضة لاستئصال جذور الإرهاب ودفنها حتى الموت بعربات الأمن، لأنه من الخطأ الواضح الحديث عن الإرهاب وما يحصل في الدول العربية دون التطرق إلى الأسس النفسية والتربوية وتأثيرها البالغ على الناشئة، وكتبت ذات يوم أن هذا الطوفان من الخراب والتدمير والبشاعة الذي يغمر شباب الخليج والعرب هو نتيجة طبيعية لإهمال الحكومات الدور الخطير الذي يمكن أن تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي وابتعاد الأعين اليقظة عن الشباب وكأن الأضواء مطفأة. كان يفترض أن تحتل هذه القضية مكانا رئيسيا عند حكوماتنا وإيقاف عجلة التطرف منذ زمن وليس الآن بعد أن تجاوزنا الخط الأحمر وانتشرت اللعبة الطائفية لتمزيق وحدة الشعوب وإلقاء مواد الاشتعال في مجرى العقول والنفوس، كنا نعيش في انخداع غير منطقي ولم ندرك ماذا يدور داخل الغرف وحتى على مقاعد الدراسة أيضا.

اسمعوا ماذا يقول هذا الإرهابي في إحدى مقابلاته “في الإجازة الدراسية وبعد نجاحي بتفوق، كان هناك مسجد ملحقة به صالة رياضية تابعة لجمعية خيرية تنظم دورات صيفية، كنت اذهب للتدريب ولا علاقة لي بالمسجد، وأنا أساسا من طبيعتي ان أية حاجة تلفت نظري وتشدني، شعرت بحاجة غير طبيعية، أناس كثيرون في المسجد يهتمون بي، يتعرفون علي، من أنا ومن هي أسرتي وفي أية مرحلة أدرس، وجدت أن هذا الشباب متدين وأسلوبه مهذب وبدأت التجاوب مع هذه الصفات”!

إذا يمكننا القول إن نظريات الإرهاب تحاول التفوق على نظريات التعليم والتربية خصوصا إذا كانت العائلة لا تستند على أساس، ولهذا على دولنا العربية القيام بتقييم دقيق للمسألة ومن غير المعقول إلقاء العبء الأكبر على الأجهزة الأمنية التي تقوم بدورها على اكمل وجه، فمشكلتنا أننا نعمل وفق خطوط مختلفة وليست موحدة وهذا الوضع الذي نشأ بسبب نقاط الضعف وانعدام العمل المنظم.

عندنا البيانات والإحصاءات، فكل ما يحصل بسبب الحسابات المشبوهة والأفكار المتطرفة والهجوم العدواني والغزو الفكري بعدما توغل العدو فعليا داخل دولنا، وإذا كانت مصر قد أعلنت حالة الطوارئ بعد تفجير كنيستي طنطا والإسكندرية لمدة 3 شهور فينبغي لدولنا العربية أيضا إعلان الطوارئ ولكن بشكل آخر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .