العدد 3103
الخميس 13 أبريل 2017
banner
كيف يفكرون.. أم هم مغيبون؟
الخميس 13 أبريل 2017

ما الهدف من تفجير الكنائس في مصر؟ هل الهدف إسقاط النظام هناك؟ أم زرع الفتنة في المجتمع العربي المصري؟ أم الرغبة في عودة نظامها السابق الذي سقط عام 2013؟ أم إنهاك الجيش المصري الذي نزلت قوات منه في الشوارع والميادين إثر التفجيرين أو تفتيته كونه يضم مسلمين ومسيحيين؟ أم الدفع للتركيز على الجانب الأمني وترك الجوانب الاقتصادية والاجتماعية الضرورية لشعب مصر العربي؟ أم لا هذا ولا ذاك بل أهداف ربما تكون خفية لا نعلمها ولا نتمكن من الوصول إليها في الوقت الراهن وستخرج مستقبلا؟ كل تلك الأسباب وارد، ولكن صعب تحققها فلا النظام سيسقط بهذه الأفعال ولا الفتنة ستحدث ولا النظام السابق سيعود ولا الجيش المصري ستنهكه تلك الأفعال.

ما يحدث بعيد عن المنطق والوطنية والدين في نفس الوقت، فمن الصعب أو من المستحيل أن يكون من أقدم على التفجير مسيحيا، وكذلك من الصعب القول إنه مسلم حقيقي يعي الإسلام الحقيقي ويفهمه، فهذا بعيد عن الواقع والصحة، بالتالي فإن من قام بتلك الأفعال لا يبتعد عن الإنسان المغيب الذي تعرض لغسيل دماغ لفترة من الزمن ثم ترك ليقوم بما قام به ليقتل أبرياء لا ذنب لهم سوى التواجد في ذلك الموقع وفي ذلك الوقت أو أنه عمل مخابراتي بأيد مغيبة.

حتى لو قال أحد إنه عمل مخابراتي فإن من نفذ العمل إنسان مواطن قبل كل شيء تم استخدامه من قبل جهة ما لتنفيذ هذه الجريمة وتم تأهيله وخضوعه لغسيل دماغ وزرع فكر خاطئ بداخله ليرى من خلاله الجريمة شهادة والقتل حياة والإنسان لا ثمن له بل هو ضريبة تدفع من أجل هدف يراد تحقيقه، فهو مغيب عن الواقع والحقيقة غابت عنه جميع الأشياء الجميلة ولا يرى غير السواد، أو هو إنسان يائس ناقم على كل شيء ويريد الانتقام من كل شيء ولا يوجد شيء ليخسره كما يقال فوجد في هذا الفعل ضالته وتم استخدامه من قبل جهات تبحث عن نوعيته وبصورة تحقق أهداف من استخدمه.

لا حل لما يحدث غير تغذية الروح والعقل وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح ومخاطبة العقل ليعود إلى ما خطه له الإسلام الذي عرفه سيدنا عمر حين أمر براتب لعجوز نصراني ووقف الجزية عنه وليس قتله كما يريد جهلة الإسلام حاليا، إسلام الإنسان وليس ما رسمه أعداء الإسلام، ومع ذلك يسير في نفس الخط أي تجفيف منبع اليأس الذي يحيد بالبعض من المغيبين ولا يكون ذلك إلا عن طريق نشر العدل... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .