العدد 3103
الخميس 13 أبريل 2017
banner
بروح رياضية حسن علي
حسن علي
إنقاذ الأهلي!
الخميس 13 أبريل 2017

تعم الجماهير الأهلاوية حالة غضب عارمة بعد الخسارة القاسية التي تلقاها الفريق الأول لكرة القدم من الرفاع بسداسية نظيفة في دوري فيفا، حيث اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي التابعة للنادي بردود فعل الجماهير الغاضبة التي قررت إقامة حملة تحت شعار "إنقاذ الأهلي"، وتنظيم وقفة جماهيرية بمقر النادي.

الجماهير علقت حبل المشنقة على مجلس الإدارة وطالبته بالاستقالة، وكأن مجلس الإدارة الحالي قد مضى على وجوده 30 عاما، مع أنه مجلس جديد انتخب قبل 6 أشهر فقط، ويضم 6 وجوه جديدة شابة، أي أن نسبة التغيير فيه تبلغ نحو 60 %، كما أن الانتقادات طالت مجلس الإدارة بأكمله مع أن المشكلة تخص لعبة كرة القدم فقط، وكل الأعضاء مكلفون بإدارة ألعاب ومهام مختلفة، وهم يقومون بأدوارهم وواجباتهم على أكمل وجه كل في موقعه، وهو ما يجعل تلك الاتهامات الموجه نحو الإدارة لا تستند إلى الدقة والموضوعية؛ لأنها قائمة على ردود فعل عاطفية.

وبصورة عامة، فإن حالة الغليان التي تعيشها الجماهير الأهلاوية هي ظاهرة إيجابية ومطلوبة في الملاعب الرياضية؛ لأنها تعكس تعلق وحب الجماهير بهذا الكيان، ولكن في الوقت ذاته ينبغي للجماهير أن تدرك جيداً بأنه من الصعوبة بأن ينافس الأهلي بجميع الألعاب في كل موسم بسبب شح الإمكانات المادية والجهود الكبيرة التي تبذلها باقي الأندية للمنافسة على البطولات، علما بأن النادي الأهلي مازال في دائرة المنافسة هذا الموسم، وهو قادر على حصد المزيد من البطولات في كرة اليد والطائرة، وبالأمس القريب توج بلقب بطولة الأندية العربية للكرة الطائرة، وهو إنجاز كبير على مستوى الرياضة البحرينية والنادي الأهلي.

وبدلا من الانتقادات وتصفية الحسابات الشخصية من خلال الأسماء المستعارة في حسابات التواصل الاجتماعي يجب أن تمارس الجماهير الأهلاوية دورها في المحاسبة والمراقبة وفقا للقوانين والأنظمة عبر إصدار العضوية الرسمية ومناقشة الإدارة في اجتماعات الجمعية العمومية، وهي الطريقة المثلى والقانونية.

على الجانب الآخر، فإن إدارة النادي لا تعفى من مسؤولية تراجع الكرة، والأسباب إدارية بنسبة كبيرة وفنية بنسبة أقل، حيث يغيب الاستقرار الإداري عن لعبة كرة القدم، ولم نشهد طول السنوات الماضية بقاء رئيس الجهاز لمدة 3 سنوات متواصلة أو لدورة انتخابية كاملة، بخلاف باقي الألعاب الرياضية مثل وجود خالد كانو في كرة السلة، ومجدي ميرزا في كرة اليد، وعلاء الحلواجي في الكرة الطائرة لسنوات طويلة، وهو ما قاد تلك الألعاب لتحقيق البطولات، فرئيس الجهاز هو العقل المدبر الذي يرسم الخطة العامة للعبة من خلال إبرام التعاقدات الفنية وتوزيع المهام والأدوار على الجهازين الفني والإداري والإشراف العام على الفئات العمرية.

كما أن الأجهزة الكروية التي تشرف على اللعبة في النادي لا تمنح الاستقلالية الكاملة للعمل بسبب تداخل الصلاحيات وعدم التفرغ الكامل للعمل، وأما بالنسبة للجانب الفني، فإن النادي لم يعمل على بناء القاعدة والاهتمام بالتعاقد مع أفضل المدربين؛ لخلق المواهب القادرة على تمثيل الفريق الأول.

استعادة هيبة الكرة الأهلاوية تبدأ من خلال تعيين رئيس جهاز متفرغ يتمتع بصلاحيات كاملة، واستقطاب مدربين أجانب يشرفون على القاعدة مع الاحتفاظ بأبناء النادي المتميزين، وكلنا أمل بأن يستعيد النادي الأهلي مكانته الكروية المفقودة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية