العدد 3104
الجمعة 14 أبريل 2017
banner
بفهم الآخرين سنكون الأقوى
الجمعة 14 أبريل 2017

يجب أن نعلم اليوم أكثر من أي وقت مضى أنه بمجرد تسليمنا بأن السياسة علم له قواعده وقوانينه، نستطيع أن نعرف من مواقع أعدائنا واتجاهاتهم، أكثر مما نعرف بالزعيق والاستنكار والشجب المتكرر. حيث يكفي أن نتصور أنفسنا مكانهم وأن نفكر تفكيرا علميا، لنعرف خططهم الاستراتيجية، ونفهم تحركاتهم التكتيكية. ونستطيع أن نربط بين هذه وتلك، لنكشف غاياتهم البعيدة، وبالتالي نسبق الزمن ونعرف الأحداث المتوقعة قبل أن تقع!

إن الصياح والكلام البطولي الفارغ الذي نسمعه بين الحين والآخر من البعض، حول العديد من المسائل السياسية التي يشهدها عالمنا العربي، يثبت أن المواقف المتطرفة بل الانحراف عن قاعدة النقاش الفكري السليم، مازال في عقول الكثير من الناس “الأوصياء” ولعل أكثرهم يرفضون الاستيقاظ من تحت الركام بعد سبات من الدهور!

إن الوجدان القومي العربي حقيقة موضوعية لا خيال شاعر ولا نغم موسيقى، نحن نعرف ذلك تماما، بل مطالبون باقتحام جميع الأسوار في سبيل فجر الإنسان العربي، يجب أن نكون من أشد المعارضين لأن تكون مؤتمراتنا مجرد “ضجيج” لا صدى له، بيد أننا يجب أن نعترف أولا، أن العرب يفتقدون الفلسفة الشاملة التي تمس كل ما هو جوهري في حياتنا، وتقرر المبادئ والمثل الكاملة التي ترفع مجتمعاتنا إلى ذروة الكمال، فنحن من دون هذه الفلسفة لا نستطيع أن نجابه عدوا أيا كان.

إن المرحلة التي نحياها اليوم والطور الحضاري الذي نعانيه ونحمل أعباءه، يختلفان عما عاشه الأجداد، لقد ازدادت المرحلة وضوحا، واشتدت دعوة الحضارة لأشياء كانت غير مقبولة لدينا.. إنها مرحلة مد الجسور، ومرحلة الانطلاق من آسار العزلة، والدعوة إلى العمل. 

إنها ليست دعوة للخضوع والاستسلام، بقدر ما هي دعوة للمشي في الطريق الوحيد الذي سيبدد موجة اليأس، والتقوقع والتشرذم والانحسار. إنه المسار الصحيح والمقياس لتجاوز أنات الماضي، والتقدم بشمولية وقوة وانفتاح واستيعاب.. بفهم الآخرين سنكون الأقوى، وسنرد على قرون من التخلف والتجزئة والضياع، فنحن نمر في مرحلة من مراحل التفاعل الإيجابي المثمر، وسيعطي حتما هذا التفاعل أكبر النتائج الإيجابية حين نسهم فيه بشكل صحيح. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .