العدد 3104
الجمعة 14 أبريل 2017
banner
الإرهاب الدموي يدمي المحروسة
الجمعة 14 أبريل 2017

لا تزال مصر تنزف دماء وتدفع فاتورة الخراب العربي المسمى كذبا بالربيع العربي، هذه الدماء التي تُسفك بأيد لا تعرف طريقاً إنسانياً للدين وقدسيته والنفس وحرمتها، فقط السلطة والحكم الهدف والمبتغى لهذه التنظيمات الإجرامية التي وجدت متنفسا كبيراً بعد هذه الفوضى من الثورات، الجريمة هنا تتكرر ضد المسيحيين في مصر وكالعادة في يوم أعيادهم، ما ذنب هؤلاء المدنيين من رجال ونساء وأطفال لكي يتم تفجيرهم بملابس العيد؟!

كيف لعقل أو منطق أن يتقبل فكرة قتل أبرياء في يوم عيدهم وفرحتهم ولقاء أقاربهم وأحبابهم؟! كيف لنفس سوية وفطرة سليمة أن تقبل تحويل هذه الوجوه المبتسمة لكبار وصغار إلى أشلاء متناثرة ودماء تغطي دور عبادة وأحياء ينتحبون بكاء وتنخلع قلوبهم حزنا وقد تحول العيد إلى مأتم لكل المصريين وأيام طويلة من الحداد والحزن والمأساة بكل معانيها! 

إن أحقر ما تم ارتكابه في تاريخ البشرية هو القتل غيلة وغدرا وهذا النوع من الإجرام لا يجيده إلا من كفر بكل الأديان والقيم الإنسانية وكل ما يربطهم بالدين هو فقط ستار لارتكاب جرائمهم، لأن الإسلام يبرأ من سبيل المجرمين ومن يحذو حذوهم، هذا الإرهاب الأسود الذي يتشبث بمخالبه في جسد الأمة العربية التي تقرحت جروحها ولن تسعفها المسكنات، هذا الإرهاب الذي لا يعرف ديناً أو عرقاً أو مذهباً أو رجلاً أو امرأةً، فقط القتل لإشباع رغبات أنفس شيطانية وتحطيم كل القيم والمبادئ الأخلاقية التي تقوم عليها الحضارات الإنسانية، يخطئ من يظن أن هذا الإرهاب والتفجير والقتل له أثر محدود مؤقت، بل هو منهج فكري شيطاني ينبت حيث الفقر والجهل وانعدام الوعي، هو أجلى صورة لانحطاط النفس البشرية، هو الفجور المدمر لحق البشر في الحياة، الإرهاب يعني سلب الآخرين حق التعارف والتقارب، الإرهاب هو الموت الحقيقي الذي يعيش بيننا ونحن في غفلة، الإرهاب درجات تبدأ بالتفرقة بين البشر على أسس كاذبة خاطئة مروراً بإثارة الفتن والشعارات الخادعة لهدف واحد هو الغدر في لحظة غير متوقعة. يجب علينا أن نعلم أن مواجهة الإرهاب ليست مسؤولية الحكام فقط ولكن هي مسؤولية الجميع، الحل هو تجفيف المنابع وتطهير الإعلام وتجريم العنصرية حتى باللفظ ومراقبة الأبناء ومناقشتهم وتطوير وتجديد المناهج التعليمية وتصحيح المفاهيم الدينية وإظهار آيات الرحمة والتسامح في ديننا الحنيف.

ولا أملك إلا أن أتقدم بخالص العزاء للشعب المصري الشقيق في ضحايا التفجيرات الإرهابية وندعوا الله لهم بالرحمة والمغفرة.. والله المستعان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية