العدد 3104
الجمعة 14 أبريل 2017
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
ضربة ترامب... أهداف غامضة
الجمعة 14 أبريل 2017

شنت أميركا الجمعة الماضية هجوماً عسكرياً على النظام السوري، حيث تم قصف قاعدة جوية سورية بـ 59 صاروخاً من نوع توماهوك.
نعيش اليوم واقعا جديدا ومرحلة ترامبية تعرقل الطريق أمام إيران وروسيا في سوريا، مرحلة يسعى خلالها لتمتين قوة الحلفاء، ترامب يثبت من خلال مواقفه قوة إدارته، شخص له قراراته يختلف تماماً عن أوباما المتقلب الذي لم نأخذ منه حقا ولا باطلا!

مرحلة يبدو أنها ستكون الأكثر قدرة على ضبط الوضع السياسي في المنطقة، ضربة ترامب بغض النظر عن تأثيرها وحجم المصلحة التي أرادها لأميركا إلا أنها كانت الضربة المنتظرة، لقد تغير السلوك الأميركي المتمصلح في تعاطيه مع الأزمات، زارعاً الشكوك والمخاوف وتوقع المفاجآت التي قد تطال المصالح الإيرانية وحلفاءها مغيرة الخريطة السياسية.
هناك ضغوط من الداخل وكذلك من الخارج على إدارة ترامب للتدخل، خصوصا أن الدور الأميركي غائب تماماً في سوريا، في مقابل الدور الروسي. وقد تكون الضربة حماية لإسرائيل وإيصال رسالة لكل من يستخدم الكيماوي أن مصيره التوماهوك، بمعنى أن استخدام الأسد للكيماوي ضد شعبه استوجب هذه الضربة فكيف لو كان ضد إسرائيل!
كما أن الأسد قتل مئات الآلاف من شعبه بالفوسفور والبراميل المتفجرة وبقية الأسلحة الفتاكة، فهنا قتل وهناك قتل، فلماذا التفريق، رغم أن الكيماوي قتل حوالي 100 فقط، وبقية الأسلحة قتلت مئات الآلاف، فهل معنى هذا ضوء أخضر لقتل الشعب السوري ولكن من غير الكيماوي؟!

ما مغزى أن تخبر الطرف الآخر بأنني سأعلن عن مبادرة عسكرية هل هي رسالة للأسد لسحب جنوده وطائراته، 59 صاروخا  بتكلفة تصل إلى حوالي 94 مليون دولار، والقتلى 6 فقط حسب ما يدعي النظام السوري! فضلا عن أن الطائرات التي دمرت كانت أصلا خارج الخدمة، لأن بقية الطائرات تم نقلها في الليلة السابقة بعد التحذير الأميركي لروسيا بشأن الضربة القادمة للمطار والتي قامت بدورها بإخبار الجانب السوري، حسب ما ذكر!
لقد فاجأ ترامب الجميع بسرعة قراره وسط ردود أفعال عربية متكاسلة لم تتخذ حتى الآن موقفاً موحداً فعلياً ضد بشار. تدخل أميركا في سوريا اليوم بات ضرورياً من أجل تحقيق السلام، وفي المرحلة الترامبية الحريصة على المصلحة قد توقف عجلة بشار بل تعرقل مسيرته اللاإنسانية، ولو كانت مصطنعة، ولن يتحقق ذلك دون استمرارية الضغوط العربية على أميركا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية