العدد 3109
الأربعاء 19 أبريل 2017
banner
لماذا العنف والعدوان؟
الأربعاء 19 أبريل 2017

باتت حوادث العنف والإرهاب منتشرة والسلوك العدواني طاغيًا على مجتمعاتنا بصورة لم نعهدها من قبل سواء على المستوى الفردي أو في الإطار المجتمعي إلى الدرجة التي بتنا معها وكأننا نعيش في مجتمعات مغايرة تمامًا لتلك التي ترعرعنا وتربينا فيها، حيث تغيرت الأخلاق وتراجعت منظومة القيم كالرحمة والتسامح ولين الجانب واحترام الكبير وحسن الاستماع وغيرها من القيم التي تميز هذه المجتمعات وتعد عاملاً مهمًا من عوامل وحدتها وقدرتها على مواجهة المشاكل وتخطي الصعاب والأزمات.

ونشرت هيئة الإذاعة البريطانية مؤخرًا على موقعها الإلكتروني موضوعًا مهمًا عن “الثأر” أراه مفسرًا بدرجة كبيرة لهذا التغير الذي طرأ على مجتمعاتنا المسالمة وأوجد فيها العنف وأدى لانقسام لا تخطئه عين بين أبنائها.

من أهم ما قيل عن هذا الموضوع إن نحو 20 في المئة من جرائم القتل و60 في المئة من حوادث إطلاق النار في المدارس كانت لها صلة بالانتقام، وإن الثأر موجود أيضًا في الحياة السياسية، وكان سببًا على سبيل المثال في فوز الرئيس الأميركي الحالي “دونالد ترامب” في الانتخابات الرئاسية في مواجهة باراك أوباما لرغبة ذوي البشرة البيضاء المنتمين إلى الطبقة العاملة في الانتقام، بعد أن شعروا “بالتهميش” في ظل تمدد العولمة الاقتصادية.

هنا نضع أيدينا على سبب جوهري من أسباب العنف والإرهاب وهو الشعور بالتهميش، إذ يدفع صاحبه للتهور ورود الفعل غير المتوقعة لكي يكون في بؤرة الاهتمام من جديد. العامل الآخر الذي لا يقل أهمية في تفسير العنف والعدوان هو التعرض للإهانة، فيولد ذلك شعورًا بالألم النفسي الذي يدفع صاحبه لانتهاج سلوك عدواني، مثله في ذلك مثل الشخص الذي يشعر بأنه منبوذ اجتماعيًا، حيث يلجأ هو الآخر في التوقيت الذي يراه مناسبًا للعنف كوسيلة للتعبير عن الغضب من الآخرين والانتقام منهم.

فوفقًا لما جاء في موقع البي بي سي، أجريت تجارب نشرت في جريدة علم النفس الاجتماعي وعلم نفس الشخصية في مارس 2017، حيث شاركت مجموعة من الناس في لعبة رمي الكرة والتقاطها، وبعد بضع مرات لم تصل الكرة للمشاركين ليشعروا أنهم منبوذون من اللعبة، ووضع كل المشاركين دبابيس في دمية افتراضية قطنية، ولوحظ أن من شعروا أنهم منبوذون وضعوا عددا أكبر من الدبابيس، كاستجابة منهم على هذا “النبذ الاجتماعي”، الذي ربما يدفع آخرين إلى تعمد إيذاء النفس.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .