العدد 3110
الخميس 20 أبريل 2017
banner
هل هي دولة للأغنياء فقط؟
الخميس 20 أبريل 2017

ليست عندنا فقط ولكن نراها في الكثير من الدول، والعربية منها بالذات، نقرأ ونرى الكثير من المشاريع العقارية أو السياحية المنتشرة في ما يوصف بالاستثمار في مواقع مختلفة ومعها أسعار تبدو في غير متناول الجميع إلا فئة حباها الله بالمال، أما الباقون فليس عليهم سوى السمع أو النظر وليس غير ذلك.

بل حتى أرقام السيارات التي وصفت بالمميزة ذهبت لمن يملك المال الوفير - اللهم لا حسد –، المهم في هذا السياق أننا لا نقرأ ولا نشاهد مشاريع تقوم بها الدولة هنا أو هناك يمكن أن تخدم العامة من البشر، حتى السواحل عندنا التي هي في الأساس شحيحة نجدها تتقلص شيئا فشيئا لصالح المشاريع الخاصة، كمشروع شركة إدامة في المحرق قرب الجسر القديم، والمشروع كما هو واضح من الرسومات سيكون لمن يملك المال الوفير.

ليس لأحد أن يعترض على أي مشروع يريده الأغنياء، فذلك حق لهم، ولكن أستذكر في هذا السياق كلمة لعبدالناصر رحمه الله في واحدة من خطبه حين قال “هل الدنيا فقط للأغنياء والفقراء لا دنيا لهم”، أليس لهم الحق في التمتع بخيرات وطنهم؟ أم أن عليهم العمل والكد فقط ولا شيء غير ذلك.

نحن نعي جيدا أن ما نقوله يمثل صورة من الصور التي يجد فيها الأغنياء كل شيء متاحا والفقراء يمنع عنهم كل شيء وكأنهم ليسوا بشرا، وأن الدنيا وجدت لأولئك الأغنياء فقط، مما يبعدنا كل البعد عن حقيقة الإسلام الذي نراه في دساتير جميع الدول العربية والإسلامية، فديننا ينظر أولا وقبل كل شيء إلى من لا يملك، أي للفقراء لينصفهم وليس الأغنياء ليزيدهم.

على سبيل المثال لا الحصر لدينا ثلاثة مشاريع سياحية هي عبارة عن جزر أقيمت وتقام في البحر، ولكن يحق لنا التساؤل عن من يقيم عليها ويستمتع بما فيها، هل هم عامة الشعب أم فئة قليلة فقط؟ وقس على ذلك جل المشاريع التي نقرأ عنها، وهذا يعود بنا للسؤال التالي، هل يستمتع الجميع بأرضه أم فئة استطاعت جمع المال... مجرد تساؤل... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية