العدد 3111
الجمعة 21 أبريل 2017
banner
عندما يتخيل عضو المجلس البلدي نفسه عنترة بن شداد
الجمعة 21 أبريل 2017

ما هو بالضبط دور المجالس البلدية؟ وما الخدمات التي تقدمها للمواطنين؟ وما الخدمات التي يعجز المواطن عن القيام بها فيقدمها له المجلس البلدي؟ هل هي نظافة المناطق؟ بالتأكيد لا، فأعضاء المجالس البلدية يقولون إنها من اختصاص شؤون البلديات؟ هل هم مسؤولون عن الأراضي المهجورة التي تتكدس فيها مخلفات الهدم حيث صارت مرتعاً للزواحف؟ بالتأكيد لا، فكل هذه الأمور يقوم عليها المواطن بالاتصال بالجهات المسؤولة في شؤون البلديات أو وزارة الصحة لتقوم بالمهمة بعد أن يطلب منها؟ لن نتحدث اليوم عن القصور في شؤون البلديات فهذا موضوع يحتاج له كتاب وحساب، بل المشكلة الآن هي المجالس البلدية، حيث يخرج علينا أعضاؤها الذين لا هم لبعضهم إلا توزيع الرسائل على “الواتساب” التي تحتوي صورهم بالغترة والعقال والبشت، ويتحدثون فيها عن رعايتهم الفعاليات، وأعضاء آخرون يحملون المسؤولية كل ما طرأت حادثة ويوزعون التهم جزافاً على بعض الوزارات دون وعي منهم وإدراك لمسؤولية كل وزارة.

هناك من حمل وزارة التربية والتعليم مسؤولية دخول “حية” مدرسة عراد للبنين، وكأن الوزارة مسؤولة عن نظافة المنطقة وإزالة المخلفات، أو كأن على الوزارة أن توجه حملة تفتيش كل صباح للتأكد من خلو المدارس من الحشرات والزواحف، إن مصدر “الحية” هي الأرض المهجورة التي تتكدس فيها المخلفات أو ركام الحجارة، وهي مسؤولية المجلس البلدي الذي عليه أن يتابع الأماكن والأراضي المهجورة التي تصبح مكبا لمخلفات البناء أو تكون مكانا لحاويات القمامة، كما هي مسؤولية إدارة المدرسة التي يجب أن تتأكد من خلو المبنى من أي خطر، وتبلغ عنه الجهات المختصة، يجب أن يتأكد عضو المجلس البلدي وأن يوجه اللوم إلى الجهة الوزارية المسؤولة.

في الحقيقة لم يستفد المواطن من المجالس البلدية، بل أصبحت عبئا على المواطن، كما على ميزانية الدولة، كما أصبحت سبباً في صناعة البلبلة، كما أن بعض أعضائها يتخيل نفسه فارس الفرسان عنترة بن شداد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .