+A
A-

ترامب يعتبر أن إيران لا تحترم "روح" الاتفاق النووي

أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب ان ايران لا تحترم "روح" الاتفاق الدولي حول برنامجها النووي، لكنه ظل مبهما حول مستقبل هذا النص الذي واصل الاشارة اليه بأنه "سيء".

يعتبر الاتفاق النووي الموقع في يوليو 2015 بين طهران والدول العظمى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) احد الانجازات الدبلوماسية لادارة اوباما. وقد دخل حيز التنفيذ في كانون الثاني/يناير 2016 وهو يهدف الى ضمان الطبيعة السلمية لبرنامج ايران النووي في مقابل رفع جزئي للعقوبات الدولية المفروضة عليها.

مع ان ترامب لم يكرر منذ توليه الرئاسة في 20 يناير تعهداته خلال الحملة الانتخابية بانه "سيمزق" الاتفاق، الا انه أعلن مجددا الخميس انه على قناعة بانه "اتفاق رهيب" وانه ما كان يجب ان يتم توقيعه بعد سنوات من المحادثات الشاقة.

الا ان ترامب انتقد الخميس ايضا سلوك السلطات الايرانية. وقال في مؤتمر صحافي في البيت الابيض "ايران ليست بمستوى روح الاتفاق".

ومضى يقول "نحن نحلل ذلك باهتمام كبير جدا وسيكون لدينا ما نقوله حول الموضوع قريبا"، ملتزما الغموض حول الاتفاق الذي يحمل عنوان "خطة العمل الشاملة والمشتركة".

واتخذ الرئيس الاميركي مواقف عدة على صعيد السياسة الخارجية في الاسابيع الاخيرة، واعتمد خصوصا لهجة تصالحية ازاء الصين بعد ان كان يعتبرها سبب كل المشاكل خلال الحملة الانتخابية. لكنه لا يزال من الصعب التكهن في الوقت الحالي بما ستكون عليه سياسته ازاء العلاقات المستقبلية مع ايران.

الامر المؤكد الوحيد هو التصعيد في حدة الانتقادات الاميركية في الايام الاخيرة.

واذا كانت الادارة الاميركية اكدت في مطلع الاسبوع ان ايران تنفذ التزاماتها الا انها اعلنت في الوقت نفسه اعادة النظر في الاتفاق للتأكد مما اذا كان تخفيف العقوبات الذي ينص عليه الاتفاق الموقع في العام 2015 "حيويا لمصالح الامن القومي للولايات المتحدة.

من جهته أعرب وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس عن الرغبة في التصدي لجهود ايران من اجل "زعزعة استقرار" المنطقة، وقال "اينما تنظرون" في الشرق الاوسط "وحيث هناك مشاكل هناك ايران".

والخميس، حثت سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة نيكي هايلي مجلس الامن الدولي على اعطاء الاولوية في منطقة الشرق الاوسط لـ"النشاطات التدميرية جدا" لايران وليس للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي.

وتحدثت هايلي عن دعم ايران للرئيس السوري بشار الاسد وامدادها المتمردين الحوثيين في اليمن بالأسلحة، وتدريبها مليشيات شيعية في العراق ودعم حزب الله في لبنان، وقالت ان هذه النشاطات مزعزعة للاستقرار.

وقالت هايلي في الاجتماع الشهري للمجلس حول الشرق الأوسط "المسألة الاسرائيلية الفلسطينية مهمة وتستحق الاهتمام. لكن هذه المسألة تحظى بالتأكيد بالاهتمام هنا".

الا ان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الذي لعب دورا اساسيا في الاتفاق النووي رفض الانتقادات الاميركية الخميس.

وكتب ظريف في تغريدة "اتهامات الولايات المتحدة البالية لا يمكنها التغطية على اعترافهم بتنفيذ ايران" شروط الاتفاق الذي ابرمته مع القوى الكبرى في 2015 بشأن برنامجها النووي.

ووقعت ايران مع ست دول كبرى اتفاقا يفرض قيودا لمدة عشر سنوات على برنامجها النووي مقابل رفع جزئي للعقوبات الدولية المفروضة عليها. وهي تؤكد تكرارا أن البرنامج أهدافه مدنية حصرا.

وشهدت العلاقات بين البلدين الخصمين التاريخيين توترا ملحوظا منذ قدوم ترامب الى البيت الابيض.

وفي مطلع فبراير، اتخذت وزارة الخزانة الاميركية اجراءات عقابية ضد 25 شخصا وكيانا يشتبه بانهم قدموا دعما لوجستيا او ماديا لبرنامج الصواريخ البالستية الايرانية.