+A
A-

خطابات بيت العرب ... تقدير كبير لمواقف رئيس الوزراء تجاه قضايا الأمة

عكست الكلمات التي ألقيت في مقر جامعة الدول العربية “بيت العرب” خلال الاحتفالية الكبرى بتكريم رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ومنح سموه “درع الجامعة العربية للريادة في العمل التنموي العربي” مدى ما يتمتّع به سموه من تقدير كبير لإنجازاته العديدة في مجال التنمية والتطوير في مملكة البحرين، والتقدير لمواقف سموه الحكيمة تجاه قضايا الأمة العربية.

ولقد جاءت كلمات الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط والأمين العام الأسبق عمرو موسى ورئيس الحكومة الأسبق ورئيس مجلس الأعيان السابق بالمملكة الأردنية الهاشمية عبدالرؤوف الروابدة، معبرة في ألفاظها وكاشفة في معانيها ومؤكدة في دلالتها القيمة التي يمثلها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة كرجل دولة وشخصية عربية جديرة بالتكريم.

 وأوضحت مدى الاحترام الذي يناله سموه على المستوى العربي كما هو الحال على المستوى الدولي، فالجميع يقدرون عاليًا رؤيته التنموية والتحديثية المتكاملة التي قام بها لصالح مملكة البحرين وشعبها، وهي الرؤية التي أكد أبو الغيط أنها توفرت لها أسباب النجاح بفضل الثقة التي منحها لسموه شقيقة المغفور له بإذن الله تعالي أمير البلاد السابق الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، ثم أولاها إياه عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حتى صارت واقعًا يفخر به الجميع.

ولعلّ تأكيد الأمين العام للجامعة العربية بأن سموه واحد من الشخصيات العربية القليلة التي خاضت معترك التنمية والتحديث انطلاقًا من الإيمان بأن معركة العرب هي معركة تنمية وعمران وبناء في المقام الأول وتنمية البلدان وبناء الإنسان، لهو دليل على مدى التفاعل مع النهج الذي يتبناه سموه الذي يؤكد دائمًا على أن التنمية الحقيقية تكون للبشر ومن أجلهم، ولذلك حرص على أن تكون جميع برامج الحكومة المتتالية غاية كل جهد فيها هو تحقيق أسباب الحياة الكريمة للمواطن البحريني على كافة المستويات.

 ومن بين الأمور التي شدّد عليها الأمين العام لجامعة الدول العربية في كلمته الإشارة إلى أن الإنجازات التي حققها سموه لمملكة البحرين وشعبها لم تكن في بيئة سهلة ومواتية أو من دون تحديات إقليمية أو معوقات خارجية، فاستطاع سموه أن يرسي أسس بناء اقتصادي قوي ومتين حتى أصبحت مملكة البحرين وهي دولة صغيرة الموارد، مركزًا ماليًّا وتجاريًّا في محيطها يشار إليها بالبنان ويقصده المستثمرون من الشرق والغرب، كما قال أبو الغيط في كلمته.

ومن ناحيته، قال عمرو موسى إن “دور الأمير خليفة دور يجب أن يسجل، فليس الأمر أمر مدح لرئيس وزراء دولة عربية وإنما هو تأريخ لشخصيات عربية أسهمت بكل ما هو إيجابي يتعلق بعالمنا العربي”، وتلك حقيقة وواقع يشهد بها الجميع ووثقتها التقارير الدولية والاقتصادية المتخصصة، فما حققته الحكومة من منجزات في مجالات الإسكان والصحة والتعليم والاتصالات والتنمية المستدامة جعلت من المملكة نموذجًا يحتذى عربيًّا وإقليميًّا ودوليًّا.

كما ركزت كلمة عمرو موسى على العديد من الجوانب الإنسانية في شخصية صاحب السمو الملكي رئيس الموقر، ومنها الود والجدية والمرونة والكفاءة في إدارة شؤون الدولة والحزم، وهي صفات جعلت من سموه قريبًا من أبناء الشعب الذين يبادلونه الحب والمودة والتقدير، فسموه دائمًا إلى جانب المواطن، وحريص على الالتقاء بالناس والتواصل معهم في كافة الظروف، ودائم الإشادة بعطاءات أبناء البحرين في مختلف المجالات، فاستحق سموه التكريم والاحتفاء من قلوب البحرينيين قبل التكريم من المنظمات الدولية والإقليمية.

 وجاءت كلمة عبدالرؤوف الروابدة لتسلط الضوء على جوانب أخرى مهمة في مسيرة وعطاء صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، ومن بينها دور سموه في حفظ الأمن والاستقرار لمملكة البحرين، وما يتمتّع به سموه من حسٍّ عروبي حتى النخاع، إذ إن سموه حريص على مساندة أي جهد غايته وحدة الأمة العربية وتعزيز قوتها بما يجعلها قادرة على ما ترجوه لشعوبها من نماء على أسس قوية من المنعة التي تعزز العمل العربي المشترك في ظل أوضاع إقليمية وعربية صعبة تواجه فيه الأمة العربية تهديدات غير مسبوقة طالت أمن دولها وسيادتها واستقرارها.

 ومما يدعو للفخر والاعتزاز أن يكون صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء هو أول قائد عربي يتم تكريمه ومنحه هذا الدرع، وهو ما يعكس ريادة مملكة البحرين وبلوغ صدى إنجازاتها أفاقا واسعة، جعلها محل إشادة واستحقاق لكي تقدم تجربتها الرائدة كنموذج للعالم العربي، وهو استحقاق ناله سموه بجدارة، فسموه استطاع أن يرسي أسس نموذج رائد في البناء والتنمية في مملكة البحرين.

إن هذا التكريم من قبل جامعة الدول العربية لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء يضاف إلى سلسلة طويلة من التكريم الأممي من مختلف دول العالم والمنظمات الدولية، تعبيرًا عن تقدير دولي واسع واحترام لما يجسّده سموه من نموذج للقيادة والإنجاز التنموي ولما يقدمه سموه من مبادرات إنسانية لدعم السلام والتنمية لخير الشعوب.

 وقد اكتسبت مسيرة سموه تقديرًا عالميًّا، تجسّد في الاحتفاء بسموه في العديد من المحافل والمنظمات الإقليمية والدولية، تقديرًا لما قدمه سموه من تاريخ حافل بالإنجازات والعطاءات ليس لوطنه وشعبه فحسب، وإنما تخطت ذلك لتعم مبادرات سموه وإسهاماته المتميزة شعوب العالم من خلال مبادراته سموه التي تدعم إقامة شراكة عالمية من أجل التنمية ونشر السلام وتعزيز قيم التعايش السلمي في المجتمعات.

ونال سموه العديد من الجوائز والشهادات الدولية والأوسمة المرموقة، من دول العالم والمنظمات الدولية تقديرًا للدور المحوري النبيل الذي ينهض به سموه في دفع مسارات التنمية في مملكة البحرين إلى مستويات متقدمة نالت تقدير وإشادة العالم، إضافة إلى دوره في تعزيز وتنمية علاقات بلاده مع دول وشعوب العالم على مبادئ التعاون والاحترام المتبادل، وما يوليه سموه من اهتمام ودعم للجهود العالمية الرامية إلى تعزيز السلام والاستقرار في ربوع العالم. إن تقدير جامعة الدول العربية وتكريمها لرئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة يترجم مجددًا المكانة الكبيرة التي يتبوأها سموه نظير ما يقدمه من عطاءات لصالح وطنه وأمته، ويعبّر عن مدى التقدير لمملكة البحرين وقيادتها وشعبها على ما قدمه أبناء البحرين من نموذج فاعل في التنمية والتطوير القائم على ركائز تتواكب مع متطلبات العصر وقادرة على تجاوز التحديات في ظل أوضاع سياسية واقتصادية بالغة الصعوبة تعيش فيها المنطقة.