في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة إلى توفير فرص عمل مناسبة للمواطنين وتقديم التسهيلات اللازمة لهم على اعتبار أن الإنسان البحريني الثروة الحقيقية والشريك الأهم والفعال في عملية البناء والتنمية، تتعمد بعض الشركات إبعاد الخبرات البحرينية متخطية كل الأعراف والقوانين المتبعة كشركة “الجنوب للسياحة” المملوكة بنسبة 100 % لشركة ممتلكات البحرين القابضة منذ فبراير 2013، فهذه الشركة ترفض توظيف العناصر البحرينية ولا تعترف بمهاراتها وخبراتها ومواهبها المتعددة، فلنا أن نتخيل أن نسبة البحرنة في “الجنوب للسياحة” 4 %،  وعدد البحرينيين فيها 7 فقط من أصل 53 شخصا، والسبب كما تبينه الشركة “تبرير مضحك والله” أن من أسباب عدم توظيف البحرينيين العمل في البحر والتواجد بجزر حوار لفترة طويلة، وهذه الطبيعة لا يحبذها البحريني بالإضافة إلى أن موقع الشركة في منطقة الدور بعيد عن المناطق السكنية، ولهذا من الصعوبة إيجاد كوادر بحرينية للعمل في مجال الشركة.

نرد على الشركة ونقول بوضوح وصفاء علها تستشعر أهمية الوضع، من المفترض أن تكون نسبة توظيف البحرينيين في الشركة 80 % وذلك لسبب قوي وملحوظ وهو ارتباط الإنسان البحريني بطبيعته بالبحر علاوة على وجود خريجين مرتبطين بهذا المجال والتخصص سواء كوادر بالرحلات أو بالإدارة التنفيذية بالشركة أو غيرها، فمن أهم المقومات والأسس الراسخة أن البحريني يبدع في كل المجالات ويعد العمود الفقري لأي عمل حكومي أو خاص، فكيف تفسر لنا الشركة هذا الغموض في التوظيف والخروح عن المبادئ والقواعد؟ 

لعل أخطر ما يسجل من ملاحظات أن لدى الشركة باخرة مستعملة “موديل 76” وكلفتها 140 ألف دينار ولم تعد صالحة للاستعمال حاليا، علما أن هناك تشديدا من الحكومة على حركة السفن بعد حادثة غرق بانوش الدانة، وهذا الأمر حقيقة يعد خروجا عن المواصفات، وأوجه القصور التي تعتري هذا الجانب واضحة جدا، فما جدوى الاحتفاظ بسفينة قديمة لغاية الآن ولماذا لا يتم التخلص منها.

 بشكل عام هذه الشركة لا تقوم على خطط مدروسة بالإضافة إلى عمل غير منصف للبحرينيين.