+A
A-

استشاري أمراض القلب التميمي لـ “البلاد”: ارتجاف القلب سبب للموت المفاجئ لدى الرياضيين في الملاعب

كشف استشاري أمراض القلب والباطنية وضغط الدم، عضو كلية الأطباء الأميركية، الدكتور سعد التميمي، أن أمراض القلب تعد أكبر سبب للموت المفاجئ في البحرين، مشيرًا إلى أن الموت القلبي المفاجئ هو المسؤول عن نصف الوفيات الناجمة عن أمراض القلب بالبحرين والعالم، موضحًا أن الموت المفاجئ يحدث عادة للرياضيين أو البالغين بين سن الثلاثين والأربعين من العمر وهو ما حصل مع حالات الوفاة التي حصلت في الملاعب بالبحرين، والتي راح ضحيتها فقيدان في يوم واحد.

وأوضح التميمي أن تزايد حالات الموت المفاجئ لدى الرياضيين في البحرين خلال الفترة الأخيرة أثارت حالة من الرعب والذعر بين كافة أفراد المجتمع، وحظيت بمتابعة إعلامية واسعة، مبينًا أن هذه الحالات لم تكن شائعة بالسابق أو لم يتم الكشف عنها كما هي الان مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن ممارسة الرياضة البدنية بشكل منظم تبقى عاملاً مهمًّا للحفاظ على صحة القلب والشرايين.

وأشار اللاستشاري التميمي في تصريحات لـ “البلاد”، أن آخر الإحصائيات العالمية أشارت إلى أنه في الولايات المتحدة الأميركية وأوربا فإن العدد هو أقل من حالة موت مفاجئ “واحدة” تحدث بين الرياضيين في السنة الواحدة، وهي تحدث لشخص واحد من بين كل ألف شخص في السنة الواحدة، أو  شخص واحد في من كل ألف من متسابقي المارثون، وواحد من كل ألف من ممارسي الرياضة في المدارس، ولهذا فالنسبة ليست كبيرة، والفائدة التي تعود على الانسان من ممارسة الرياضة أكبر بكثير من خطورتها، مشيرًا ويمكن التقليل من هذا الخطر عن طريق اجراء الفحوصات الطبية الدورية اللازمة مثل تخطيط القلب أثناء الراحة وفحص القلب بالجهود وفحص صدري القلب بالأمواج الفوق الصوتية (Echo)، مبينًا أن هذه الفحوصات تساهم بالكشف عن معظم أمراض القلب الشائعة، وفي حالة المزيد من الاطمئنان قد نستخدم فحوصات متقدمة أخرى مثل تلوين الشرايين التاجية باستخدام الاشعة المقطعية (Coronary CT angiography).

وأوضح الدكتور التميمي إلى أن ممارسة الرياضة بشكل منتظم عند الرياضيين المحترفين تؤدي إلى حدوث تغيرات في القلب مثل تضخم عضلة القلب والذي يشبه أحيانًا اعتلال عضلة القلب التضخمي، مشيرًا إلى أن الموت المفاجئ لدى الرياضيين يحدث بنسبة أكبر عند الرياضيين الذكور مقارنة بالإناث بنسبة 1:9.

وأشار التميمي، هناك عدة تغييرات تظهر في تخطيط القلب عند ممارسة الرياضة بشكل منتظم منها تباطؤ ضربات القلب، تضخم البطين الأيسر بطينية أو الأذينية هاجرة وحصار القلب من الدرجة الأولى (First degee A-V block) ويعد تسارع ضربات القلب البطيني الذي يؤدي إلى ارتجاف القلب البطيني (ventricular fibrillation) من أهم أسباب الموت المفاجئ لدى الرياضيين في الملاعب.

وحول الأسباب قال التميمي، إن التغييرات التي تحدث في قلب الاشخاص الذين يمارسون الرياضة بشكل منتظم قد تكون تغيرات فسلجية أو مرضية، وقد يحدث أحيانًا تداخل بين الحالتين، فالقلب عبارة عن عضلة يمكن أن تتضخم مع ممارسة الرياضة بشكل منتظم مع توسع البطين الايسر وتعتمد هذه التغيرات أيضًا على العوامل الوراثية وكذلك على نوع الرياضة وهذه التغييرات في عضلة القلب قد تختفي بالتدريج عند التوقف عن ممارسة الرياضة، مشيرًا إلى وجود أسباب أخرى مثل اعتلال عضلة القلب التضخمي ( hypertrophic prolonged QT interval) وكذلك تشوهات الشرايين التاجية الولادية ويتصلب الشرايين التاجية عند الرياضيين الذين تتجاوز أعمارهم الـ 30 عامًا.

وأشار الاستشاري التميمي إلى أن الوفاة المفاجئة قد تحدث بسبب ضربة مفاجئة على صدر الرياضي تؤدي إلى اضطراب مفاجئ وعدم انتظام ضربات القلب ويطلق على هذه الحالة طبيا الارتجاج القلبي (commotiocordis) كما يحدث أحيانًا عند ممارسة الرياضات التنافسية مثل الكراتيه، وهناك حالات أخرى مثل أمراض الصمامات وتضييقها وانسدال الصمام الاكيلي (mirtal valve prolapsed) وانفجار وتمزق الشريان الابهر والتهاب عضلة القلب والأنظمة القلب (Arrythmia) واعتلال الجانب من أمراض شرايين القلب التاجية.

ودعا التميمي الرياضيين إلى ضرورة فحص القلب قبل الانخراط بأي نشاط رياضي، وكذلك يجب تقييم وظيفة عضلة القلب والبطين الايسر للتأكد من سلامته قبل ممارسة الرياضة، ومن المناسب ممارسة الرياضة عندما تكون كفاءة البطين الايسر لضخ الدم (Ejection fraction) أكثر من 50 %، موصيًا بأن يمتنع الرياضيون عن ممارسة الرياضة لفترة لا تقل عن 3 أشهر بعد الإصابة بأزمة قلبية أو إجراء أي تداخل قسطري للقلب.

وأكد التميمي ضرورة وجود فريق طبي مجهز بأحدث الأجهزة الإنعاشية الطارئة، وهذا الإسعاف ينبغي أن ينجز في نفس مكان الإصابة لأننا نتعامل فقط مع دقائق معدودة، حيث إن توقف القلب وعدم تلف الدماغ يحتاج فقط إلى أقل من خمس دقائق لإنقاذ المصاب وهنا تبرز أهمية عامل الزمن والتدخل بسرعة في إنعاش القلب الرئوي لإنقاذ المصاب وكذلك يوصي الخبراء والمختصون بضرورة وجود أجهزة الصدمة الكهربائية (AUTOMATED EXTEMAL DEFIBRILATORS) في كافة الملاعب الرياضية لإنقاذ المصاب.

وأشار إلى أنه من الضروري أن يخضع الرياضي للكشف الطبي المبكر قبل انخراطه في أي برنامج رياضي تنافسي مثل تخطيط القلب وفحص صدى القلب (ECHO) بالإضافة إلى دراسة التاريخ الطبي للرياضي ومعرفة ما إذا كان يحتاج إلى فحوصات متقدمة أخرى وتبقى حالات الموت المفاجئ لدى الرياضيين نادرة الحدوث ويجب الاستمرار في التشجيع على ممارسة الرياضة لأهميتها في الحفاظ على صحة القلب والجسم.

وحذّر استشاري أمراض القلب الرياضيين من الإسراف من استخدام المنشطات والمنبهات، والتي أصبحت شائعة جدًّا بين الرياضيين في مختلف مراحل التنافس الرياضي، مؤكدًا إلى وجود علاقة وثيقة بين استخدامها وبين حدوث الموت المفاجئ لدى الرياضيين ومن أكثر هذه المواد شيوعًا مادة سودوا فدرين (PSEUDOEPHEDRINE) ومادة افيدرا (EPHEDRA) وكذلك التداول المفرط للكفايين أو القهوة الذي قد يؤدي إلى تسارع ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم عند ممارسة الرياضة ويزيد من خطر الإصابة بالموت المفاجئ، وهناك أدوية أخرى قد يستخدمها الرياضيون لزيادة نشاطهم البدني مثل (anabolic steroids) والتي تؤدي إلى ارتفاع الكولسترول وخاصة الكولسترول الضار والدهون الثلاثية وتجعله عرضة للإصابة بتصلب الشرايين التاجية وتضيقها.

وأشار التميمي إلى أن جمعية أطباء القلب الاميركية توصي بإجراء تخطيط للقلب الرياضيين الجدد قبل انخراطهم بأي برنامج رياضي، وجمعية أطباء القلب الاوروبية توصي بإجراء تخطيط القلب في أي مرحلة عمرية وفي حال وجود أي خلل أو اضطراب في تخطيط القلب يجب إجراء فحوصات متقدمة أخرى مثل فحص القلب بالأمواج فوق الصوتية (ECHO) وفي عام 2015 أوصت كلية أطباء القلب الاميركية بأن يخضع الرياضيون لبرنامج فحص شامل للقلب.