+A
A-

مشروع "كلمة" يحتفل بإطلاق الترجمة العربية الأولى لرواية "ماكْس هافِلار"

احتفاء بعامه العاشر، وتزامناً مع معرض أبوظبي الدولي للكتاب ينظم مشروع "كلمة" للترجمة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة حفل إطلاق الترجمة العربية الأولى لرواية "ماكْس هافِلار: مزادات القهوة في شركة التجارة الهولندية" للكاتب الهولندي: مُلْتاتولي، بحضور سعادة/ فرانك مولين سفير مملكة هولندا في دولة الإمارات العربية المتحدة، ود. روبرت بارثيسوس أستاذ زائر في جامعة نيويورك أبوظبي، ومترجم الرواية د. موسى الحالول ولفيف من الإعلاميين والكتاب، وذلك يوم الأحد الموافق 30/4/2017م، من الساعة 4:30-5:00 عصراً ، في ركن المؤلفين، منصةرقم: 10/C05.

وُلِد مُلْتاتولي، واسمه الحقيقي إدوَرد داوِس دِكَر، سنة 1820 في أمستردام، وكان أبوه قبطانًا بحريًّا. ذهب إلى جاوا سنة 1838 وعمل في شركة الهند الشرقية. دخل في خصوماتٍ كثيرةٍ مع رؤسائه لكن لم ينكر أحدٌ مؤهلاته المميزة، فارتقى في السلم الوظيفي سريعًا. في سنة 1846 تزوج البارونة إيفردينه فان واينبرخن التي تظهر باسم تينا في «ماكس هافلار». في بداية عام 1856، عُيِّن مساعدَ مقيمٍ في ليباك، لكنه استقال من كل وظائفه في شركة الهند الشرقية خلال ثلاثة أشهر، بعد أن فشل في إيقاف الانتهاكات التي يرتكبها متصرف ليباك الجاوي بحق الأهالي، كسلب ممتلكاتهم وقسرهم للعمل بالسُّخرة في حقوله. وحين لم تستجب له السلطات الهولندية، غادر ليباك في أعقاب الأحداث التي ترويها «ماكس هافلار» التي نشرها سنة 1860 لعله يرد الاعتبار لنفسه ويحقق العدالة للجاويين. أعقبت ذلك سنونٌ من الفاقة تنقَّل فيها مع أسرته في هولندا وبلجيكا وألمانيا. قضى مُلْتاتولي بقية حياته في سِجالٍ حول عددٍ من القضايا السياسية والاقتصادية، ومات ساخطًا ناقمًا في ألمانيا سنة 1887.

«ماكس هافلار» روايةٌ سِيَرية ساخرة يوثق فيها إدوَرد داوِس دِكَر معاناته الشخصية خلال عمله بصفة مساعد مقيم في ليباك في جاوا التي كانت في تلك الأثناء مستعمرةً هولنديةً. وقد اتخذ دِكَر لنفسه اسمًا أدبيًّا هو مُلتاتولي ليعبر عن مكابدته ومرارته، حيث إن هذا الاسم يعني باللاتينية "لقد تَحَمَّلْتُ كثيرًا." كان دِكَر يأمل أن يُعرَض عليه منصبٌ في إدارة المستعمرات يُعيد إليه اعتباره ويؤدي إلى تحسين وضع الجاويين. لكن حين رفض وزير المستعمرات الهولندي أن يعينه من جديد في إندونيسيا، كان لا بد من نشر الكتاب. وحين نُشرت الرواية سنة 1860 أحدثت جدالًا سياسيًا واجتماعيًا هائلًا، حيث انتابت جسدَ الأمة الهولندية “قشعريرةٌ" من جَرّائها، وأدت في نهاية الأمر إلى إصلاحاتٍ كثيرةٍ.

تُروى أحداث الرواية من منظورين متنافرين: في البداية نلتقي بسمسار القهوة الأمستردامي دروخستوﭘل الذي تستحوذ تجارة القهوة على كل تفكيره وأفعاله، ويدّعي أنه مخلص لعمله والحقيقة، لكنه في الواقع شخصية كاريكاتيرية. وتتضح سخرية المؤلف منه من خلال إعطائه اسم بَتافوس دروخستوﭘل الذي يعني "الهولندي المتحذلق" (باللاتينية والهولندية على التوالي).  وحين يلتقي دروخستوﭘل بزميل دراسته القديم ماكس هافلار، وقد عاد للتو من جاوا فقيرًا مُعدمًا، نطالع منظورًا مختلفًا للأحداث. هذا المنظور نكتشفه في المخطوطة التي يطلب هافلار من دروخستوﭘل أن يساعده على نشرها. والمخطوطة، التي تُكذِّب رؤية دروخستوﭘل السطحية للأحداث، تروي قصة حياةَ شابٍّ مثالي يعمل في السلك المدني في الإدارة الاستعمارية الهولندية في جاوا وهو يحاول حماية الفقراء والمستضعفين الجاويين، من جور الزعماء المحليين والحكومة الاستعمارية الهولندية، فلا يُفلِح إلا في دفع الإدارة إلى إقالته.

د. موسى الحالول أكاديمي ومترجم سوري وُلِد في محافظة الرقة سنة 1965. دَرَسَ الأدب الإنـﮕـليزي في جامعة حلب، ثم حصل على الماجستير (1991) والدكتوراه (1995) في الأدب المقارن من جامعة پنسلڤانيا الحكومية في الولايات المتحدة الأمريكية. وهو حاليًا أستاذ الترجمة والأدب الإنـﮕـليزي في قسم اللغات الأجنبية بجامعة الطائف، المملكة العربية السعودية. ترجم حتى الآن 28 كتابًا من اللغتين العربية والإنـﮕـليزية من أبرزها: مجموعة د. موسى عباس القصصية «بُروق على ثقوبٍ سوداء» (الولايات المتحدة)، «أساطير النشوء الإفريقية» (أبوظبي)، «أساطير الماوري وحكاياتهم الخرافية» (أبوظبي)، «سنورا إدّا: ملحمة آيسلاندية» (أبوظبي)، «العربي الخفي: وعود الثورات العربية ومخاطرها» (الدوحة وبيروت)، «كتابٌ بين الركام: ملحمة جلجامش العظيمة، كيف ضاعت وكيف اكتُشفت» (القاهرة)، «المجموعة القصصية الكاملة لإرنست همنغواي» 3 مجلدات (الكويت)، «النبوءة والرُّونيات: من الأدب الإسكندناڤي» (اللاذقية)، «خَفايا ما بعد الحداثة» (اللاذقية)، «حكايات الهنود الأمريكيين وأساطيرهم» (الكويت)، «هكذا تَكَلَّم الڤايكنغ» (كوپنهاغن)، «حكايات إيسوب» (عمّان).