العدد 3116
الأربعاء 26 أبريل 2017
banner
سياسة بعد النظر
الأربعاء 26 أبريل 2017

بعد النظر في إعادة النظر في بعض الإجراءات من قبل الدولة، أية دولة، لا يقلل من هيبتها ولا يهدر مكانتها، بل ربما يزيدها ثقة خصوصا إذا كانت تلك الإعادة متعلقة بمعيشة وقوت المواطن الذي مسته تلك الإجراءات، فهذه الدولة تدرك حينها أنها جزء من المواطن وليست منفصلة عنه، إن أخطر شعور ينتاب مواطنا في أية دولة هو إحساسه بأن دولته منفصلة عنه وهذا ما يحدث الشرخ الذي لا نريده ولا نأمل في يوم من الأيام أن يلحق بنا.

هذه المقدمة مستوحاة من القرارات الجريئة التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين بإعادة جميع البدلات والمكافآت للمواطنين وصرف راتبين لجنود عاصفة الحزم – وإعادة الأمل، مكافأة لمشاركتهم في هذه الحملة، ما جعل الشعب السعودي الشقيق يتطلع لتلك القرارات بأعين يكاد يترقرق فيها الدمع فرحاً وزهوا بتلك القرارات التي أثلجت صدور الأشقاء هناك الذين نتمنى لهم بحب ومودة كل الخير والازدهار في ظل قيادتهم الحكيمة، كما نتمنى كل الخير والاستقرار لكل أشقائنا في دول مجلس التعاون، فاستقرار أية دولة من هذه الدول هو استقرار للجميع وأية فرحة لدولة من هذه المجموعة هي فرحة للجميع، ومن هذا المنطلق عمت الفرحة أبناء البحرين لأشقائهم في المملكة العربية السعودية بهذه القرارات التي أثبتت أن دولنا الخليجية مهما واجهت من تحديات ومهما تعرضت لصعوبات اقتصادية أو مالية أو خوض مواجهات لحماية أمنها واستقرارها هي في النهاية مع المواطن ومصلحته ورزقه، فلم أجد حتى الآن دولة خليجية عملت على انتزاع لقمة عيش المواطن حتى في أحلك الظروف والمواقف التي مرت بها المنطقة، خصوصا أثناء الحروب التي مرت على المنطقة من قبل، كانت هذه الدول وهي تواجه الخطر تحافظ في الوقت ذاته على رخاء المواطن وهذه في حد ذاتها نعمة لابد من الحفاظ عليها.

أكتب هذا الكلام اليوم في ضوء قرارات المملكة الشقيقة التي أثبتت قيادتها أنها إلى جانب المواطن، وهذا يحتم علينا أن ندرك قادة وشعوباً في المنطقة أن وحدة الأوطان تأتي أولاً وأخيراً من وحدة القادة والشعوب، ونحن بحمد الله مازلنا في هذه الدائرة ولن نخرج منها مادامت القيادات واعية لمثل هذه العلاقة الوثيقة التي هي وحدها سدادة الأمان في وجه الأخطار والتحديات مهما أوهمنا الأجنبي بأن يدافع عنا إلا أن الضمانة الكبرى هي الشعوب والقيادات في تماسكها.

من هذا المنطلق آمل أن تتحلى جميع دول مجلس التعاون بما حظيت به المملكة العربية السعودية الشقيقة الكبرى من عطف ومسؤولية تجاه المواطن حتى تظل العلاقة الوثقى بينهما هي سدادة الأمان اليوم وفي المستقبل.

تنويرة: 

لا تعلن عن بضاعة لم تستلمها بعد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية