العدد 3116
الأربعاء 26 أبريل 2017
banner
الأحواز الأرض العربية المنسية
الأربعاء 26 أبريل 2017

في عام 1925م قامت القوات الفارسية باحتلال إقليم الأحواز العربي، وبعد أشهر بدأت المقاومة العربية الأحوازية وقامت عدة ثورات تؤكد عروبة الأرض وترفض الاحتلال، وتطالب بعودة الأمير الشيخ خزعل الكعبي الذي تم أسره وسجن في إيران. ومن هذه الثورات (ثورة الحويز 1928م، ثورة بني طرف 1936م، ثورة حيدر بن طلال 1940م، ثورة الغجرية 1943م، حركة الشيخ عبدالله بن الشيخ خزعل 1944م وغيرها)، واستطاعت هذه الثورات المتتالية أن تلقن الغزاة الفرس دروسًا في الفروسية والنضال وفر أكثرهم باتجاهات مختلفة إلى أرضهم الفارسية.

لم يصمت الشعب العربي الأحوازي عن حقه في أرضه وعروبته، بل استمرت مقاومته ونضاله حتى هذا اليوم بالرغم من الشهداء الذين يسقطون في المعارك أو الذين يتم إعدامهم بالمشانق بشكل يومي. إنه الشعب المناضل الصبور الذي يدفع الثمن الغالي لحريته وفك الارتباط الخانق بالدولة الإيرانية. 92 عامًا من الاحتلال لأرض عربية يسكنها أكثر من مليوني عربي ومازالوا يقاومون هذا الاحتلال، أرضٌ عربية كانت تحت حُكم الخلافة الإسلامية وتابعة لولاية البصرة.

منذُ احتلال الأحواز اتبع المُحتل الإيراني سياسة زيادة أعداد غير العرب، واستبدال أسماء المدن والبلدات والأنهار والمواقع الجغرافية الأخرى بأسماء فارسية، وفرض الثقافة الفارسية، ومنع التحدث باللغة العربية، والتدريس بالمناهج الفارسية، ومنع تسمية المواليد الأحوازيين بالأسماء العربية، ومنع لبس الزي العربي، ومنع إصدار الصحف باللغة العربية، وإغلاق المطابع العربية وجميع المكتبات العربية وإتلاف جميع الكتب العربية، كما أنه لا تقبل شهادة العربي في المحاكم إذا تحدث باللغة العربية، وحتى يثبت العربي كفاءته للوظيفة العمومية عليه إجادة اللغة الفارسية. كل هذه الممارسات تستهدف اجتثاث الهوية العربية من الأحواز وتفريسها، فأراضيها كثيرة العطاء وشعبها يعيش في الفقر المدقع والمُعاناة والألم والجوع.

ومع احتلال النظام الإيراني الأراضي العربية وتدخلاته المشينة في الشؤون العربية وسيطرته على أربع عواصم عربية فإنه يجاهر كذبًا وخداعًا بقضية فلسطين وتسمية جيشه الإرهابي بفيلق القدس وهو فيلق الفرس. فهل الذي يحتل أرضًا عربية ويُقاتل العرب ويتهجم على سيادة أقطارهم يسعى إلى تحرير فلسطين؟ 

على الأنظمة العربية مسؤولية قومية كبيرة هي مد يد العون والمساندة للحركات المناهضة للاحتلال الفارسي للأحواز، وتبني قضية الشعب الأحوازي من أجل تحريره وتحرير أرضه من براثن الاحتلال الفارسي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .