العدد 3118
الجمعة 28 أبريل 2017
banner
كرة القدم البحرينية... اللعبة الوحيدة التي تعيش بلا عريس وفرح!
الجمعة 28 أبريل 2017

معظم الألعاب الرياضية في البحرين تطورت كما ونوعا وأحرزنا فيها نتائج مشرفة وبطولات على مختلف الأصعدة الخليجية والعربية والدولية، وأكثر من رفع علم البحرين هي هذه الرياضات باستثناء كرة القدم التي لا تزال تعيش الجوع والصوت الممزق بكل التعابير والأمثال، اللعبة الوحيدة التي تعيش بلا عريس وفرح هي كرة القدم، فالدوري المحلي بلا طعم ولون والفشل يعلوه طابقا بعد طابق، ومنتخبنا الوطني يعيش في سيبيريا النائية ومعزول تماما عن بقية منتخبات المنطقة وكل ما نعرف عنه أنه يعيش تحت قبة السماء.

لماذا نحن ناجحون في كل شيء إلا كرة القدم، أيعقل بعد كل هذه السنوات أن “دورينا لم يصلب عوده”؟ حققنا جميع الإنجازات في الرياضات الجماعية والفردية محليا ودوليا إلا في كرة القدم وكأننا مصابون بلعنة الفراعنة ومكاننا على الناصية الأخرى حيث لا بطولات ولا إنجازات. الأمنيات تكبر ثم تضمحل والأجيال تتعاقب والمسؤولون يتناوبون على كراسي مجالس إدارات الأندية والمنتخبات ولكن القصة واحدة ولا تتغير، حتى طريقة انتقال المدربين الوطنيين بين الأندية طريقة قديمة يفترض أن نضعها داخل التابوت، وهذا الجو يذكرنا بعصر البدايات.

لنا حضور مدهش في صياغة التعابير بل نحن متفوقون عن غيرنا في ذلك، ولكن عند التخطيط والفعل درجتنا “صفر” ومازلنا نعيش عصر الهواة ونتمسك بالأدوات القديمة ونميل بشدة إلى هذا الأمر ونحن نتصور أننا قادرون على تخريج فئة ممتازة من اللاعبين والإداريين. انظروا إلى ما وصل اليه حال بعض أنديتنا العريقة، المحرق مثالا، أصبح يعيش غريبا يبحث عن مأوى في القلب وأهل المحرق يعرفون عن ماذا أتحدث. 

نحن نفتقر إلى الجهود الدؤوبة الهائلة المثمرة في مجال كرة القدم والتخطيط كذلك، فالتخطيط عملية معقدة تستخدم الأساليب العلمية المنظمة وتتطلب كفايات مخصصة، ولهذا فمن الضروري إنشاء هيئة للتخطيط الرياضي لا تبخل عليها الدولة بجميع الإمكانيات الضرورية لإتمام مهمتها، فضلا عن إعداد الفنيين والخبراء الذين يمكنهم أن يقدروا الأهمية بالنسبة للأهداف ويحددوا الوسائل التي يجب استخدامها، فضلا عن ضرورة الوعي بهذه الأهداف والأولويات بوجود كادر محنك عنده وضوح فكري.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية