العدد 3118
الجمعة 28 أبريل 2017
banner
إيران وإدارة ترامب وسياسات الشرق الأوسط (2)
الجمعة 28 أبريل 2017

لطالما أدرك كثير من المراقبين سلوك إيران على مدى عقود في علاقاتها مع الإدارات الأميركية المتعاقبة في البيت الأبيض. فإذا ما وصلت إلى البيت الأبيض إدارة جمهورية متشددة، ينعكس ذلك في سياسات إيران الخارجية، فتظهر الدعوات إلى الحوار والتفاهم بين إيران ودول الجوار كالمملكة العربية السعودية في مواجهة الولايات المتحدة، كما يظهر، من ناحية أخرى، اللعب بالأوراق السرية التي تحتفظ بها إيران لمواجهة الإدارة الجمهورية المتشددة من وراء حجاب؛ كتحريك ملفاتها السرية مع داعش والقاعدة لزعزعة الاستقرار في المنطقة بعيدا عن تدخلاتها الظاهرة، وكذلك استخدام نفوذها في العراق بما يتعارض مع الخط العام للحكومة العراقية وعرقلة التنسيق بينها وبين الولايات المتحدة في أجندة مكافحة الإرهاب في العراق.

 وهذا كله رأينا نماذج منه في الأسابيع السابقة حين دعت إيران إلى حوار مع المملكة العربية السعودية لحل قضايا الخلاف بينهما، وكذلك في الحوادث الإرهابية المتنقلة في المنطقة العربية وتعزيز وتيرتها عبر نشاط القاعدة والدواعش، إلى جانب تعيين سفير جديد مقرب من الجنرال قاسم سليماني في العراق، وزرع الخلاف بين الحشد الشعبي في العراق والحكومة العراقية. في الملف اليمني مثلا، في عهد إدارة الرئيس أوباما، كان الحوثيون في اليمن بإيعاز من إيران، يطلقون الصواريخ الباليستية (إيرانية الصنع) على المدن السعودية، أما منذ مجيء إدارة ترامب الجمهورية المتشددة صرنا نسمع في الأخبار أن الصواريخ الباليستية تطلق من طرف الحوثيين نحو ميناء المخا، أي داخل الحدود اليمنية للحرب. 

ويبدو أن الإدارة الأميركية الجديدة عازمة على الضغط على إيران للانسحاب من ملفاتها الساخنة في المنطقة العربية من خلال تهديدات حقيقية تدرك إيران حق اليقين مدى جديتها، ولاسيما من طرف الإدارات الجمهورية. كذلك لم تكن دعوة إيران للمملكة إلى الحوار، سوى تبريد مزيف من أجل كسب الوقت، وهذا ما أدركه الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني وزير الدفاع، عندما سحب البساط عن دعاوى إيران المخادعة، وأعلن مؤخرا من واشنطن بعد لقائه الرئيس ترامب: ان إيران هي الخطر الحقيقي والسبب الأكبر في زعزعة الاستقرار في المنطقة العربية. ربما كانت الفرصة مواتية للعرب، كي يمارسوا ضغوطا على إيران عبر أكثر من ملف (الأحواز مثلا) . 

كما أن الضربة الأميركية التي أمر بها ترامب على مطار الشعيرات السوري إثر الهجوم الذي شنه النظام السوري على بلدة خان شيخون كان إيذانا بتغيير ما في سياسة الولايات المتحدة حيال القضية السورية، وهذا ما ستكشفه الأيام. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية