العدد 3118
الجمعة 28 أبريل 2017
banner
300 ألف من الجلاوزة لحماية نظام الملالي
الجمعة 28 أبريل 2017

في الوقت الذي تقوم فيه الدول التي لها نظام ديمقراطي حقيقي باحتياطات أمنية ضد هجمات إرهابية محتملة كما في الانتخابات الرئاسية الفرنسية وغيرها، فإن نظام الملالي في إيران - بؤرة تصدير التطرف والإرهاب - قام باتخاذ احتياطات أمنية ضد تحركات محتملة للشعب الإيراني ضد هذه الانتخابات المزيفة.
قائد قوى الأمن الداخلي، حسين أشتري، أعلن عن تخصيص 300 ألف من عناصر الأمن جراء مهزلة الانتخابات لمواجهة الانتفاضات الاجتماعية التي يسميها تجمعات غير قانونية. وأكد قائلا: “قوى الأمن الداخلي عندها استعداد للتعامل بصرامة مع تجمعات غير قانونية. الذي يبدو جليا أن الشعب الإيراني الذي سئم مسرحية الانتخابات التي لا تقدم ولا تؤخر شيئا لأن السلطات كلها في يد المرشد الأعلى للنظام أما غيره فليس بمقدوره أن يفعل شيئا دون موافقة الملا خامنئي، ولأن النظام يعيش هاجس وكابوس انتفاضة 2009، التي كادت تطيح به لولا التجاهل الدولي لها وعدم تقديم الدعم والتأييد للشعب الإيراني في انتفاضته.
الانتخابات الصورية القادمة لرئاسة نظام الملالي في أواسط مايو القادم، والتي يستعد لها النظام ويده على قلبه وهو يعيش حالة من الرعب جراء تصوره بأن الشعب الإيراني بمثابة بركان يغلي وقد يثور وينفجر بوجه النظام في أية لحظة، ولذلك فإن النظام يأخذ احتياطاته كأي نظام دكتاتوري من أجل قمع الشعب حال تحركه من أجل نيل حريته وحقوقه المشروعة التي سلبها هذا النظام، خصوصا أن كل ذلك يتزامن مع تحركات ونشاطات سياسية وإعلامية غير مسبوقة للمقاومة الإيرانية التي تجري باتجاه فضح النظام الإيراني وكشف ألاعيبه وتعريته ليس أمام الشعب الإيراني فحسب، إنما أمام العالم كله.
هذه الانتخابات التي هي إحدى ألاعيب النظام من أجل التمويه والخداع والمحافظة على النظام وصيانته من الأخطار والتهديدات التي تحدق به، صارت اليوم تشكل ثقلا على كاهل النظام حيث إنه يعلم جيدا أن الشعب الإيراني يتحين الفرصة المناسبة من أجل الانقضاض عليه ورميه في مزبلة التاريخ، لاسيما أن أجواء هذه الانتخابات الصورية تتيح الفرصة لتجمعات شعبية ومن الممكن جدا لو طرأ طارئ فإن الشعب الإيراني سينتفض بسرعة قد تقلب حسابات النظام رأسا على عقب خصوصا أنه يدرك جيدا ما فعله هذا الشعب في العهد الملكي وما قام به في انتفاضة 2009، ولذلك فإن النظام جريا على عادته القمعية يعتقد أنه بإمكان 300 ألف جلواز أن يوقفوا عجلة التاريخ فيما لو تحركت بالاتجاه المراد لها، وهيهات ومن ثم هيهات ذلك. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية