+A
A-

مهنا البوعينين لـ “البلاد” : أطمح بأن أقلد والديّ تاج الوقار في اليوم العظيم

استقبلت صحيفة “البلاد” الفائز بجائزة الكويت الدولية لحفظ القرآن الكريم وقراءته وتجويده الشاب مهنا البوعينين ، حيث سلطت من خلال اللقاء الضوء على محطات مسيرته خلال حفظ كتاب الله، وترتيله، وتجويده، وأهم النصائح التي يقدمها للوالدين بهذا الجانب.  وعبّر البوعينين لـ “البلاد” عن جمّ سعادته باحتلال الشباب البحريني المراكز المتقدمة في المسابقات الدولية لحفظ القرآن الكريم بالسنوات الأخيرة، في الكويت، ومصر، ومكة، وعمان، وقطر، وغيرها، موضحًا أن “البيئة الصحية الحاضنة بالبحرين، أسهمت بظهور هذه المخرجات التي يفخر بها الجميع”. وفيما يلي نص اللقاء.

-متى بدأت مسيرتك مع تلاوة القرآن الكريم وحفظه؟

البداية كانت في البيت وأنا في الخامسة من العمر، وكان الوالد حينها يدرس في مركز أحمد بن جمعة، وانضممت معه إلى الحلقات، وظللت مع والدي حتى ختمت المصحف، وانتقلت بعدها إلى مركز مالك بن أنس، وكلا المركزين في المحرق، ولقد وفقني الله بأن ختمت القرآن بعد تخرجي من الثانوية مباشرة، ليلة 27 رمضان تحديدًا. وسبب تأخري في ختمة المصحف أنني توقفت لفترة معينة، حوالي السنتين، قبل أن أرجع لإكمال هذه المسيرة المباركة، وحاليًّا دراستي في مركز حلقات مسجد الفرقان.

 

- من كان أول معلم لك في مجال القرآن الكريم ودعاك لمواصلة هذا الطريق؟ وما مدى صعوبة ذلك؟

البداية كما أسلفت مع والدي وهو صاحب الفضل بعد الله، ولقد ضبط التجويد لديّ وتحسّن بشكل كبير مع الشيخ مصعب البوعركي، والذي بدأت أقرأ عليه منذ قرابة أكثر من سنة.

 

- ما أهم الأسس الواجب توفرها بالبيت والأسرة لتحقيق هذه المكاسب العظيمة؟

البيئة المناسبة، ومن الأهمية أن يكون الدافع أخرويًّا أكثر مما هو دنيوي، وهنا يأتي الدور التوعوي للوالدين بأهمية زرع الإخلاص بنفس الابن، وتذكيره بالفضائل العظيمة التي سيجنيها يوم القيامة، منها تلبيسه لوالديه تاج الوقار، وهي مرتبة عظيمة وحافز كبير لي أطمح لتحقيقه.

 

- من هو القارئ الأفضل تلاوة لديك؟ ولماذا؟

محليًّا، الشيخ أنس العمادي، لأنه يجمع ما بين جمال الصوت والتنوع بالأداء، بالإضافة لقوة أحكام التجويد، وعلى المستوى الخارجي الشيخ محمود الحصري.

- هل تعتقد بأن حافظ القران ذا الصوت الحسن يجب أن يكون له إصدار قرآني؟

نعم، أؤيد ذلك، لأن هذا الأمر سينفعه وسينفع الآخرين.

 

- كيف يكون الاستعداد المسبق للمسابقات الدولية في حفظ القرآن وتجويده؟

يبدأ ذلك بالامتحان الذي تعده وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف للمتقدمين للجوائز الدولية في حفظ القرآن الكريم، وعلى ضوء هذا الامتحان يتم اختيار الأفضلية ومن ثم يتم توزيعهم على عدد من المقرئين والمشايخ لكي يساعدوا المتقدمين على ضبط الحفظ والتجويد وما بحكمهما ، ومن ثم يُوزع المتسابقون على المسابقات الدولية الخارجية، وكان التوفيق بأن اخترت لمسابقة الكويت الدولية.

 

- حدّثنا عن جائزة المسابقة الدولية التي فزت بها بالكويت؟

مسابقة الكويت الدولية هي عن حفظ القرآن الكريم، وقراءته، وتجويده، وبلغ عدد المشاركين فيها بفرع الحفظ 70 مشاركًا من 70 دولة، خرج منهم 5 مشاركين بعد الامتحان التمهيدي الذي يسبق المسابقة والذي يكون بالكويت، فصفي عدد المشاركين حتى 65 شخصًا، منهم مشاركون من دول لأول مرة أسمع بها، وهو أمر جميل بأن تجد الإسلام موجودًا بكل بقاع الأرض. والمسابقة من 3 فئات، هي الحفظ، والتلاوة، والقراءات، ولي أن أشير بأن من أجمل الأمور التي واكبت الفوز هي تشريفي لبلدي ولأهلي بهذا المحفل العظيم.

 

- بعد هذا الفوز المستحق، ما الذي تطمح إليه في الفترة المقبلة؟

تشريف البحرين بمحافل شبيهة.

 

- ما الذي قاله لك سمو رئيس الوزراء حين استقبلك؟

كان سموه سعيدًا بهذا الفوز، ولقد شجعنا على الاستمرار وعلى مواصلة هذا النجاح، وأكد أن البحرين معنا، وحاضنة لنا، ولقد كنا سعيدين بحفاوة سموه، وبمؤازرته لنا، ولقد كان معي بالزيارة محمد سمير، والفائز بالمركز الثالث عن فرع التلاوة.

 

 هل كانت لك مشاركات من قبل في مسابقات دولية ومحلية؟

محليًّا كثيرة، منها مسابقة جلالة الملك الكبرى، شاركت عن 10 أجزاء، و20 جزءًا، والقرآن كاملاً، وفي مسابقتي العشرة والعشرين جزءًا فزت بالمركز الأول، وفي القرآن كاملاً فزت بالمركز الثالث، وهذا كله طبعًا بعد فضل من الله ومنته، ولقد ساعدتني هذه المشاركات الأخيرة في تثبيت حفظ القرآن. وعلى صعيد المسابقات الخارجية، شاركت بمسابقات مصر، ومكة العام 2016، فوفقت بأن كنت الفائز بمسابقة مصر بالمركز السادس، وفي مكة المركز الخامس.

 - من وجهة نظرك هل يلقى حافظ كتاب الله مكانته في البحرين، أم أنّه يحتاج لمزيد من الاهتمام؟

محليًّا، هنالك اهتمام كبير بالمقرئين وحفظة كتاب الله، ويبدو ذلك واضحًا وجليًّا من خلال المخرجات التي نراها بين الحين والآخر، بفوز المقرئين البحرينيين بجوائز محلية ودولية كبيرة، منها الفوز الأخير الذي حققه البحرينيون في المسابقة الدولية بسلطنة عمان العام 2016، حيث اكتسحوا بالفئات الثلاث، قرآن، وتفسير، وحديث. وفي المسابقة الدولية بقطر للعام 2015 فاز البحرينيون بكل أفرع المسابقة، وبالمراكز الأولى، وهو ما يعكس الاهتمام الكبير في البحرين بالقرآن وبحفظه. 

 

- هنالك من جمعوا بين قراءة القرآن والإنشاد الديني والتواشيح.. ما رأيك بذلك؟

شخصيًّا، أفضّل أن يركز المقرئ على القراءة فقط، والسبب بأن الإنشاد يؤثر على التجويد، ويتسبب في (التمطيط) بالقراءة، ويدفع المقرئ للانفتاح بالأداء.

 

- كيف تستطيع الأسرة أن تبني سواعد أبنائها منذ الصغر ليكونوا حفظة لكتاب الله؟

بإلحاق الطفل بسن مبكرة بمراكز التحفيظ، وأن يتم تشغيل القراءة القرآنية في أغلب الأوقات، بالمنزل، بالسيارة، وإلى غير ذلك، ولكي تصبح أذن الطفل متعودة على سماع آيات الله، ولأن من أركان التجويد التلقي. ولي أن أشير، بأن المسؤولية تتوزّع هنا مناصفة ما بين دور مركز التحفيظ ومتابعة الأسرة لتطورات مهارات الطفل ونموها، وأن يكون هنالك تحفيز معنوي ومادي للأسرة بهذا الجانب. ومن الأهمية أن لا ينتقل المقرئ لجزء جديد إلا بعد التأكد من حفظ الجزء السابق، والعودة لمراجعة الأجزاء المحفوظة باستمرار لأن القرآن سهل النسيان.

 

- ما نصيحتك للقراء الجدد للقرآن الكريم؟

أن يكون المسعى في حفظ كتاب الله وقراءته هو أخروي بحت؛ لأن من يفعل ذلك ليقال عنه مقرئ سيكون أول من يسعر به يوم القيام، ثانيًا المراجعة المستمرة، والمشاركة في المسابقات لأنها تساعد على الحفظ، أضف إلى ذلك الاستماع إلى قارئ متقن للتجويد، ولأنه سيكون هنالك تأثير بتجويده بطريقة أو بأخرى، وبآلية لفظه للحروف.