العدد 3120
الأحد 30 أبريل 2017
banner
الصحة أهم من السياسة... طبعاً
الأحد 30 أبريل 2017

نعم الصحة أهم من السياسة بكثير، بل لا تكاد تكون هناك مقارنة بين السياسة والصحة، فدعونا في الصحة هذا الأسبوع ولنتوقف مباشرة ودون مقدمات أمام ظاهرة غريبة يكاد المواطنون البحرينيون يجمعون عليها، فأنت عندما تتوجه لمركز صحي حكومي أو مستشفى رسمي، لا تنقصه المعدات ولا الأدوية، والخبرات كلها متوفرة في البحرين وهذا لا خلاف فيه، لكن ما يلفت الانتباه حقاً هو أنك تحتاج أكثر من زيارة حتى تشفى من وعكة خفيفة مثل الأنفلونزا أو احتقان الحنجرة أو ألم الأذن الوسطى وغيرها من هذه العوارض العادية المرتبطة بتقلبات الطقس في غالبها. تصرف لك الأدوية بعد تشخيص الطبيب في ثوانٍ معدودة حتى أنه لا يكلف نفسه سؤالا واحدا عن تفاصيل الوعكة التي تعاني منها، تيأس بعد فترة تردد من الشفاء وتقرر التوجه يائساً كما ذكرت إلى عيادة خاصة من العيادات المنتشرة في الأحياء بنفس عدد المساجد، وهذا أيضاً أمر ملفت، فلدينا اليوم بين كل عيادة خاصة وعيادة خاصة عيادة وبين كل مسجد ومسجد مسجد، “اللهم كثر وزيد”! ولكن ليس المهم أمر الكثرة بل العبرة، وهذا ما نتطلع إليه من خلاصة هذه المقالة اليوم التي أختصرها بالسؤال التالي: لماذا عندما تيأس من المراكز الصحية وتتوجه لعيادة خاصة، بمجرد حقنة واحدة في جزء من جسدك تنهض بعد ساعة كأنك حصان؟ هل هناك مادة ما بهذه الحقنة تحمل سحراً أو لغزاً وراء شفائك ولا توجد بها مضاعفات؟ أم أن تشخيص المراكز الصحية مع نوع الأدوية هناك هو السبب؟ أم أن الطبيب هو السبب في المكانين؟ ولماذا الطبيب عندما يعالجك صباحاً في عيادة الحكومة لا تشفى وعندما تذهب إليه في عيادته الخاصة هو ذاته مساء تشفى في ساعة أو يوم على الأكثر؟ هذا هو المحير في هذه الظاهرة التي لو سألت أي بحريني أكد لك مصداقيتها، فعلى سبيل التدليل فقط، كان أحد أفراد العائلة قد ذهب لمستشفى حكومي يشتكي من جيوب في الأنف وظل على مدى أيام لا يستطيع التنفس وعندما توجه بعد يأس لعيادة خاصة لم تمر ساعات حتى نهض، وخرج ومارس حياته العادية، هل هذه العيادات تستخدم أدوية ووسائل سريعة ومضرة للصحة ربما لأجل الشفاء السريع؟ أم أن علاج المراكز الصحية ليس أمرا جادا، لا من حيث التشخيص أو صرف الأدوية؟ سؤال موجه لوزيرة الصحة، هذا الموضوع أصبح متداولاً وحان الوقت لبحثه ودراسته بجدية، فالبحرين تصرف على الصحة ما لم تصرفه كثير من الدول حتى الغنية.

 

  تنويرة: عند الغوص في أعماق ذاتك، ستكتشف سراً أهملته وأنت تلهو في العلن. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية