العدد 3120
الأحد 30 أبريل 2017
banner
الجمهورية الفرنسية “الصديقة”
الأحد 30 أبريل 2017

دائما ما تتردد عبارة “الدولة الصديقة” في البيانات الرسمية وتصريحات المسؤولين والدبلوماسيين، إذ تستخدم لوصف الإطار العام للعلاقة بين دولة وأخرى. وكما تتفاوت درجات الصداقة بين البشر في طبيعتها من حميمة إلى عابرة وما بينهما، توجد داخل إطار العلاقات بين الدول مستويات متباينة للصداقة.

يد مملكة البحرين ممدودة دائما لأي دولة في العالم تسعى إلى بناء صداقة معها، أو تعزيز الصداقة والارتقاء بها إلى مستويات أعلى، إن كانت مقوماتها موجودة بالفعل وتقوم على أسس ومبادئ ومواثيق العلاقات الدولية، ومن بينها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والمملكة من أكثر دول العالم التزاما بها.

البحرين وفرنسا تربطهما علاقة صداقة متقدمة المستوى، ويسعى البلدان إلى تعزيزها عبر اللجنة العليا البحرينية الفرنسية للتعاون المشترك، التي جاءت ثمرة للزيارة التي قام بها عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة للجمهورية الفرنسية في العام 2013، ومنذ ذلك الحين تحرص مملكة البحرين على تكثيف العلاقات مع فرنسا في المجالات البرلمانية والاقتصادية والثقافية والفنية، وغيرها.

في 7 مايو المقبل سيختار الفرنسيون الرئيس الثامن للجمهورية الخامسة، إما مرشح حركة “إلى الأمام” إيمانويل ماكرون أو مرشحة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبان. وفي حين يوصف ماكرون بأنه المرشح الأوفر حظا للإقامة في قصر الإليزيه، إلا أن استطلاعات الرأي لا تحدد الفائز بل صناديق الاقتراع.

فرنسا تشهد حاليا مخاضا سياسيا صعبا، حيث تحتم أوضاعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية الخوض في قضايا شائكة قد تطرح خلالها أفكار وشعارات غير مقبولة بالنسبة لنا كمسلمين وعرب، وبالتأكيد سيتخلل ذلك ارتفاع في وتيرة نعرات الإسلاموفوبيا المقيتة ودعوات الشعبوية الرجعية، وهي أمراض مزمنة تنخر جسد الدولة الفرنسية منذ عقود، ولعل مناقشتها تكون الخطوة الأولى في سبيل علاجها.

وبينما تتجه أنظار العالم إلى الانتخابات الفرنسية وما يحيط بها من جدل داخلي، يدرك الجميع أن الفرنسيين هم من سيختارون رئيسهم وفقا للبرنامج الذي يتفق عليه أغلبية الناخبين، وإن كان بعض القادة الأوروبيين عبروا صراحة عن تأييدهم لماكرون الموالي لأوروبا، إلا أن هؤلاء القادة أنفسهم سيكونون من أوائل المهنئين للوبان إذا فازت بالرئاسة.

فرنسا، سواء استمرت في الاتحاد الأوروبي أو تخلت عنه، أو قادها شاب “تقدمي” أو امرأة من خلفية “يمينية متطرفة”، تبقى قوة كبرى وعضوا دائما بمجلس الأمن ودولة عليها التزامات دولية ولديها مصالح مهمة في جميع أنحاء العالم. أما البحرين فمن المؤكد أنها ستظل على عهدها دائما صديقة وفية لكل من يمد يد الصداقة إليها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .