يحتفل العالم في الأول من مايو من كل عام بيوم العُمال العالمي، وهو عيدٌ للعامل الذي يُقدم لبلاده بسواعده الخيرة وجهده اليومي ما ينفعها ويطورها. والاحتفال بهذا اليوم هو تكريم لشرف العمل وتقدير لأولئك الذين بجهدهم المتواصل يبنون دعائم البلاد الراسخة، ويهيئون لها أسباب القوة والمنعة والرخاء. والأول من مايو ليس فقط عيدًا للعُمال وإنما للبلاد وكل أفراد المجتمع، فهو عيد العمل والإنتاج، وعيد المَجد الدؤوب لخدمة ومنفعة البلاد فلهم واجب الشكر والتقدير اليوم وكل يوم ليعيش العامل دومًا مُفتخرًا بمهنته وعمله.

للأول من مايو حكاية، صاحب المَعمل والمَشغل والمُستثمر الذي لا يشبع من جني الأرباح والمكاسب بينما العامل كادح في عمله حتى الساعات المتأخرة من النهار بأجرٍ زهيد لا يكاد يكفي عيشه اليومي هو وأسرته، حكاية الصراع بين الأكثرية العاملة والأقلية المُستثمرة، حكاية الكادحين الذين كانوا يعملون لساعات طويلة بأجور قليلة. 

الحكاية طويلة ودامية وعايشتها الكثير من المجتمعات في شرق الأرض وغربها حتى بان فجر الحرية وتحرر العُمال من قيد المُستثمر الدامي واستغلاله وجشعه الذي لا ينتهي، فأصبح العُمال يتمتعون بفضل تضحيات أولئك العمال الذين ضحوا بكل ما يَملكون من أجل أن يحصل العامل اليوم على أفضل أجر وكل أنواع الامتيازات الأخرى التي كان العامل محرومًا منها. 

أصبحت للعمال نقابات وجمعيات تعمل باسمهم لتدير شؤونهم العُمالية، حيث يتمتعون بالضمان الاجتماعي والرعاية الصحية الكاملة، وأصبح هناك من يُمثلهم في مجالس إدارة المعامل والمشاغل والمشروعات التي يعملون بها، وفي بعضها لهم نصيبٌ مُحدد من أرباح هذه المشروعات. 

في الأول من مايو أُسدل الستار ووضعت نهاية جميلة لهذه الحكاية، وانتهى سيناريو الصراع بين أرباب العمل والعُمال، فتحقق للعامل كل ما كان يُريد، وتخلص من قوانين أصحاب العمل وتلاعبهم بحياة وإنسانية العُمال، وعاش كل عامل بكرامته ونال ما يستحقه من أجر واطمأن على مستقبله ومستقبل أبنائه. وفي مملكة البحرين نال العُمال الكثير من الحقوق والمزايا العُمالية التي رفعت من شأنهم العُمالي والاجتماعي ومستواهم المعيشي، وهذا هو الطريق الصائب الذي سارت عليه الحكومة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه.