لم يعد الأمن الوطني لأقطار مجلس التعاون مُنفردًا لكل دولة بل هو مسؤولية مُشتركة لجميع أقطار المجلس، وذلك بسبب ما تعانيه هذه الأقطار من تحديات إرهابية تنطلق من أرض العراق وإيران ومن جنوب لبنان واليمن، حيث تقوم التشكيلات الطائفية وميليشياتها بالحرب بالإنابة عن النظام الإيراني لتحقيق أجندته في تفريس المنطقة العربية. وهذا الأمر وغيره من الأمور الأمنية والدفاعية المُشتركة تمت مناقشته وتداوله في الاجتماع المُشترك لوزراء الداخلية والدفاع والخارجية لأقطار مجلس التعاون الذي عقد في أواخر شهر أبريل 2017م، سعيًا لبلورة رؤى واستراتيجيات ومواقف موحدة وواضحة تسهم في تعزيز وحدة وتماسك مجلس التعاون، وذلك تحت رعاية ومُساندة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة حفظه الله ورعاه.

إن سعي أقطار مجلس التعاون في الخليج العربي لتحقيق الأمن يُمثل تكريسًا للدفاع عن السيادة والشرعية والمصالح الوطنية والقومية، مما يشكل أساسًا راسخًا لمواقف قيادتها وتوجهاتهم السياسية التي تضع الأمن في طليعة المهام الوطنية والقومية، ومن أجل حماية مكتسباتها الوطنية والتعاونية. فالمجلس عبارة عن تحالف بين أعضائه يجمعهم بما يملكون من خصائص سياسية واجتماعية واقتصادية وتاريخية ودينية في إطارٍ واحد، وعالمنا اليوم في شرقه وغربه لا ينظر إلى الدولة المُنفردة بل إلى الدول التي تتحالف في مركز واحد، وكثير من هذه التحالفات أصبحت مراكز قوى وذات تأثير في العالم. ومجلس التعاون يمتلك الصفات الأمثل والسمات الأفضل لتحقيق هذا الهدف. إن أبرز التحديات التي تواجه أقطار المجلس قادمة من النظام الإيراني، فكثير من شبابنا المُغرر بهم سلكوا دربًا يُحقق أجندة النظام الإيراني في السيطرة على منطقتنا، وكثيرة هي الأدوات المُستخدمة من تهريب الأسلحة والتدريب عليها والحملات الإعلامية في القنوات الفضائية والشبكات الإخبارية التلفزيونية والورقية والإذاعية، هذه القنوات التي تنشر السم لتلتهم ما حققته هذه الأقطار من منجزات. إن هذه الأدوات وغيرها تتطلب التصدي بشكل جماعي، مع بذل جهود استثنائية لاجتثاثها لحفظ أمننا وسلامة أراضينا وشعبنا، وسلامة منطقتنا الخليجية العربية.

إن اللقاء يؤكد رغبة أقطار مجلس التعاون في توحيد الرؤية المُشتركة للتصدي للإرهاب، ومتابعة مسيرة العمل الخليجي المشترك، ورصد ومتابعة الجهود العربية والإقليمية والدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب وتنظيماته المتطرفة والدول المساندة له.