العدد 3123
الأربعاء 03 مايو 2017
banner
أفكار إنسانية جميلة
الأربعاء 03 مايو 2017

منذ أمد طويل غابت عنا الأفكار والأعمال المتسمة بالإنسانية ولا نرى غير أعمال الخير التي تمارسها المؤسسات المنتشرة بين ربوع الوطن، أما الأفكار ذات الصبغة الإنسانية فلا نرى لها وجودا، بل ما نراه هو سيطرة شبه تامة من قبل الأفكار الربحية والرأسمالية التي تهيمن على عقول أصحاب المقترحات من الذين يتسابقون على جيب المواطن ولا يفكرون فيه مطلقا.

ومن بين رمال تلك الأفكار والمقترحات يخرج علينا - كما قرأنا مؤخرا - مقترح يحمل في طياته قربا من الإنسان ويحاول التخفيف عنه في خضم الأثقال التي ينوء بها منذ زمن، ونعني به مقترح وكيل وزارة الأشغال والبلديات لشؤون الزراعة والثروة السمكية للتخفيف عن المواطن وبالذات في شهر رمضان المبارك القريب بعون الله، وحتى لو كانت الفكرة لشهر رمضان إلا أنها تعني أن هناك من يفكر في المواطن ويحل همه ويحاول التخفيف عنه على عكس أولئك الذي هم بعيدون عن هذا المجال ولا هم لهم غير جيب ذلك المنهوب.

الفكرة ليست بحاجة لمساحيق تجميل لإخراجها بالصورة المناسبة، فهي بذاتها جميلة، وهي تعني أن بيننا من يستطيع المبادرة والتفكير بصورة إيجابية، وليست سلبية كما اعتدنا مؤخرا، وهي تعني كذلك أن هناك مخارج كثيرة يمكن من خلالها العمل على دعم قدرة المواطن دون إثقال الميزانية الرسمية أو طلب موافقات رسمية لا حصر لها لتنفيذ مشروع من المشاريع، ولو فكر كل من له علاقة بقوت المواطن بهذا الشكل الإيجابي الذي تبناه وكيل الوزارة الذي لا علاقة له بالميزانية وأشرك القطاع الخاص كما فعل صاحب الفكرة وجعله يتحمل جزءا من المسؤوليات الكثيرة التي ابتعد عنها لكان لكل ذلك تأثير يمكن أن يتجاوز التأثير السلبي الذي أوجده رفع الدعم.

أتمنى أن يكون لما قام به الشيخ خليفة بن عيسى تأثير على الآخرين ليقتدوا بهذه الفكرة، ويخرجوا أفكارا مشابهة في مجالات أخرى تخدم المواطن وتجعله يشعر بأن هناك مسؤولين في الدولة لم يبتعدوا عنه وإنما يعملون على مساعدته قدر استطاعتهم وحسب إمكاناتهم وبما يتناسب والصلاحيات التي يحملونها ومواقعهم، مع أنني شخصيا أعتقد أن الكثيرين يمكن أن يتجاوزوا مساحة الكرسي الذي يجلسون عليه ويخرجوا من قوقعة المسؤولية الرسمية ويبادروا كما بادر غيرهم.

المواطن لا يريد غير أن يشعر أن المسؤول قريب منه ويشعر بمعاناته ويفكر فيه ويبادر لمساعدته كلما استطاع، حينها يكون هذا المواطن أكثر قربا من هذا المسؤول وأكثر ارتباطا به، بل داعما له في مواقفه الإيجابية، فمن أحب الناس أحبه الناس ومن كرههم كرهوه فهي علاقة متبادلة بين الاثنين، لذلك يحق لصاحب المبادرة الشكر منا ومن غيرنا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية