العدد 3126
السبت 06 مايو 2017
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
داعش... المسرحية المكشوفة
السبت 06 مايو 2017

نكرر ونقول دائما علينا الاستفادة من مسرحية الأفغان العرب. فكما لم يقم الأفغان العرب باستهداف الدول الغربية أثناء شهر العسل معهم، لم يستهدف تنظيم داعش حتى الآن النظام السوري وإيران وبعض الدول الغربية، وللتدليل على ذلك الأمر، فإن دمشق وطهران مثلا أقرب من باريس التي استهدفها داعش، لأن شهر العسل مازال مستمرا مع دمشق وإيران، بالرغم من البيانات الكاذبة التي يبثها التنظيم عن استهدافه جنود النظام السوري والإيراني، من أجل ذر الرماد بالعيون كما يقولون. 

وحتى نستفيد من ذلك الدرس، فإننا نقول إن سوريا تمت تهيئتها تمهيدا للبدء بالمسرحية الغبية الثانية لمكافحة الإرهاب، كما تمت تهيئة أفغانستان لتكون مقرا للمسرحية السابقة. والأشخاص المنفذون للإرهاب هم صناعة استخبارات غربية وعربية وإقليمية، بنفس الشكل الذي تمت به صناعة الأفغان العرب، وكان الاختلاف فقط بالمخرجين، فالمخرجون كانوا غربيين بالمسرحية السابقة، أما المخرجون الآن فبالإضافة إلى الغربيين، انضم عرب كالعصابة التي تحكم بغداد، ونظام بشار والحرس الثوري، أما ضيف الشرف الذي أراد أن يقود مسرحية مكافحة الإرهاب فهو الدب الروسي، الذي مازال يحاول إقناع بقية المخرجين بأنه أكثرهم رغبة بمكافحة الإرهاب، والتاريخ والتجارب الغبية تتكرر، ولكن بعض الدول لا تتعظ من هذه التجارب الفاشلة.
وكما اختلف الممثلون والمخرجون وانقلبوا على بعضهم بالمسرحية السابقة، هاهم اليوم قد بدأوا بالاختلاف واستهداف بعضهم البعض، لهذا فإن على دول الخليج النأي بنفسها عن هذه المسرحية الغبية، وألا تتورط بها لا من قريب ولا من بعيد. فأصغر طفل خليجي يعرف أن هؤلاء يكذبون أولا على أنفسهم ثم على شعوبهم، ولكنهم لا يستطيعون الكذب علينا كخليجيين وعرب، فالفشل والخسارة مصير كل من شارك بهذه المسرحية الغبية، سواء الإرهابيين أو المخرجين أنفسهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .