العدد 3127
الأحد 07 مايو 2017
banner
العالم أفضل بدون أوباما
الأحد 07 مايو 2017

منذ أن اختفى الرئيس السابق أوباما أشعر بأن العالم أفضل بكثير رغم الفترة القصيرة على رحيله، وأظن أن كثيرين في العالم اليوم يشاطرونني هذا الشعور خصوصا أولئك الذين تعرضوا للحروب والصراعات وخرجوا لاجئين من ديارهم يطاردون حلماً بوطن يحتضنهم كالإخوة السوريين وأولئك العراقيين ضحايا نظام الملالي العراقي، وحتى لا أبالغ بالقول إن العالم اليوم أفضل من الأمس ولو نسبياً بأنه بدأ البحث عن مناطق آمنة في سوريا تحمي اللاجئين والتجمعات السكانية التي كانت عرضة للطيران الحكومي والروسي وحتى المليشيات المتطرفة، هذا على صعيد سوريا، وفي المنطقة الخليجية أكلت إيران خازوقا بعد ذهاب صديقها الودود أوباما، لم يعد صوتها يهدد ولم نشهد عنجهيات في مياه المنطقة، بل هناك رسائل إيرانية يحملها مسؤولون كويتيون حول حوار إيراني خليجي، وحسن فعل ولي ولي العهد بالمملكة العربية السعودية الشقيقة الأمير محمد بن سلمان في رده الحاسم والنهائي على فكرة الحوار مع ايران بأن ذلك محال. حتى كوريا الشمالية التي كانت تهدد جيرانها المسالمين كاليابان وكوريا الجنوبية أصبحت اليوم تفكر ألف مرة قبل أن تطلق تهديداً.

ماذا فعل أوباما الدمر خلال ثماني سنوات كاملة بالعالم؟ كيف جعل أميركا دجاجة في حظيرة لا هم لها سوى خلق المشاكل ودعم التطرف بل تدمير استقرار الشعوب؟ كيف صبرنا وصبر العالم ثماني سنوات على هذا الوضع الذي وقف فيه ذاك الرئيس غير المأسوف على رحيله وذكر جمعية الوفاق المنحلة بالاسم مرتين؟ هل حصل ذلك من قبل في تاريخ أميركا كلها؟

لذلك حين أقول اليوم إن العالم أفضل بكثير بدون أوباما فذلك واضح للجميع على ما أعتقد، إلا أولئك الذين خسروا مواقعهم مثل إيران وروسيا في بعض النقاط وطبعاً خلايا نظام الولي الفقيه الذين كانوا يتغذون بالعنجهية من خلال نظام أوباما الذي وجد في كل ساقط ولاقط وسيلة لتفكيك أنظمة وشعوب مستقرة، ألم تكن تلك السنوات كارثة على العالم؟

ما يشغلني وأتمنى أن أدركه هو هل غير الرئيس ترامب طاقم سفاراته في الخارج وخصوصا في الدول التي عانت من التقارير الزائفة التي كانت تعد في مطابخ السفراء وموظفيهم الفاسدين أمثال سفراء أوباما في البحرين وقت المحنة في العام 2011 حينما غذوا الخارجية الأميركية بالتقارير الظالمة المفبركة التي صورت الإرهاب ثورة مما شكل دعماً لهؤلاء المخربين وزودهم بدافع للمزيد من العنف، هذا ما يجب على إدارة الرئيس دونالد ترامب أن تقوم به وهو تغيير تركة أوباما في سفاراته بالخارج، باختصار، حقاً العالم اليوم أفضل بكثير بدون أوباما.

 

تنويرة: المرأة شارع الحب والرجل إشارة المرور.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .