من باب التسلية والضحك أدرت “التلفزيون” عشية إصدار الحكم على رجل دين متهم في قضية جمع أموال بدون ترخيص وغسيل أموال على قناة الدجل ومنبع الشياطين “اللؤلؤة” واكتشفت طرازا فريدا من الغباء لا مثيل له عبر كل المجتمعات البشرية حتى يومنا هذا، فالاستوديو كان عبارة عن مختبر للانحطاط والرجعية، والمتحدثون أغلبهم معممون من قم والنجف تعالت أصواتهم عن التحشيد والتعبئة ولبس الأكفان تضامنا مع ذلك الرجل الذي ثبت تورطه بالجرم، فهذا يقول إن محاكمته تعتبر محاكمة لكل المسلمين في العالم، وآخر يقول إن التعرض إليه سيؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها، ولكن ما أضحكنا بالفعل وجعلنا نقف على قمة التل ما قاله أحد المعممين عن إيران، فالأخ يقول: “على البحرين أن تنتهج أسلوب إيران في كل شيء، فالنظام الإيراني مثالي وجاء لخير البشرية ويجب على الجميع أن يتخذ من  النظام الإيراني نموذجا يحتذى به”.

ثم تنتقل بنا الكاميرا في الفصل الثاني إلى شارع “فيه جم أقرع” وفي هذا الفصل تشرح المذيعة نزول وتحرك مئات الآلاف من المواطنين من المشرق والمغرب وروعة الهندسة في المشي وارتداء الأكفان، لديهم قدرات جبارة في الكذب بطريقة منهجية وهذا ما يؤكد أن هؤلاء الناس “مب صاحيين”، بل يعانون من ظلمة الغباء ومجاعة الفكر والعين الخائبة والتمدد في ساحات العمالة، شيء غريب فعلا من يصدق هذه القناة التي تحقن عقولهم بجرعة الكذب من الفجر إلى الليل، لا يمكن ان يكونوا بشرا طبيعيين مثلنا وأنا على يقين بأن علم النفس المعاصر سيعجز عن تفكيك وتحليل شخصياتهم وأطباعهم. تشعر بأنهم أجساد فارغة وخالية تماما مثل “الطبل” ويفترض أن يكونوا مشروع دراسة لنوع جديد من البشر تعود العيش بنمط مختلف عن بقية خلق الله.

الملاحظة الجديرة بالاهتمام وبعد كل ما شاهدناه في قنوات الدجل وعلى مدار السنوات الماضية أن هؤلاء الذين يمجدون الشيطان الإيراني ويثرثرون عن الرغيف والورود مجموعة مجانين بكل المفردات واللغات ترى ولا تتعلم ولكنها أوشكت على التلاشي.