العدد 3129
الثلاثاء 09 مايو 2017
banner
بين الفعل وردة الفعل
الثلاثاء 09 مايو 2017

ما صدر من ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في أحد محاور الحوار لم يكن هجوما يشنه على إيران كما يدعي مندوبها في الأمم المتحدة، إنما كان دفاعا عن الوطن في وجه التدخلات الإيرانية المستمرة والموثقة في دول المنطقة، فقد بح صوت دول مجلس التعاون من الشكوى من تلك التدخلات دون نتيجة إيجابية من الجانب الإيراني للتوقف عنها ودون موقف دولي واضح منها وهو ما يجبر الجانب العربي على الدفاع عن الذات بشتى الوسائل الممكنة والمتاحة.

كان كلام ولي ولي العهد السعودي في اللقاء إيجابيا ومعبرا عن إرادة جانب كبير من الشارع العربي الذي مل مما تفعله إيران وما يمارسه إعلام الجماعة في دق الإسفين بين مصر والسعودية (وهذا موضوع آخر بحاجة إلى وقفة) وبدا على جانب كبير جدا من الدراية والإلمام بما يحدث، لذلك فإن حديثه عن مغامرات إيران في المنطقة كان واضحا ومدافعا عن مصالح الجانب العربي في خليجنا العربي، وهو ما يجب أن يدفع الجانب الإيراني لمراجعة مواقفه السلبية الكثيرة وتعديلها بصورة لا لبس فيها بدلا من اصطناع الشكوى كما يقول المثل المصري “ضربني وبكى وسبقني واشتكى”.

إيران لم تترك دولة عربية خليجية وربما غير خليجية إلا ومارست دورها في التدخل في شؤونها الداخلية، بل وصل بها الحال إلى محاولة التدخل في مصر بعد ثورة يناير، فيدها في البحرين أوضح ما يكون ووقاحة الكثير من مسؤوليها عن البحرين موثقة ومعروفة للجميع، وما تفعله في سوريا واليمن والعراق لا يحتاج إلى دليل، بل هو معلن منها نفسها، ومع ذلك يتجاسر مندوبها في نيويورك على الشكوى من شيء لم يحدث في الأصل بل يصطنعه ويريد إلقاء اللوم على السعودية فيه في نوع من المبادرة لإلصاق ما يحدث هناك على الجانب السعودي.

قلنا من قبل إن إيران تقع على صفيح ساخن، وهي بيت من زجاج بسبب المكونات العرقية والطائفية في المجتمع الإيراني وهيمنة الجزء الفارسي على مقدرات الدولة هناك إضافة لاحتلالها مساحات شاسعة من الأراضي العربية، مما يدفع بالشكوى من قبل المكونات الأخرى من ذلك وجعل البعض منها يثور على ما يحدث دفاعا عن حقوقه ووجوده وذاته، وتلك أسباب داخلية لا شأن للجانب العربي بها، والشكوى الإيرانية ليست أكثر من محاولة استباق تمارسها لمنع تلك الثورة من الانتشار وإلصاقها بتدخلات خارجية مزعومة وليست موجودة من الأساس، فحديث ولي ولي العهد السعودي لم يكن تدخلا في الشأن الإيراني بل كان تحليلا للوضع في المنطقة أراد من خلاله تبيان حقائق يراد لها أن تغيب ونصيحة للجانب الإيراني لوقف ممارساته في المنطقة العربية وليس أكثر من ذلك... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية