العدد 3129
الثلاثاء 09 مايو 2017
banner
العمل التطوعي من الصغر
الثلاثاء 09 مايو 2017

لفتت انتباهي قصة “نورة” مع العمل التطوعي، صاحبة مشروع “بيتكم بيتنا” الذي تحول إلى جمعية “أيادي للإغاثة”.

نشأت “نورة” وسط عائلة تعشق العمل التطوعي، تربت منذ نعومة أظافرها على مساعدة الآخرين من خلال مشاركة والدتها الأعمال التطوعية، فبدأت مشوارها التطوعي في عمر ثماني سنوات واستمرت دون انقطاع إلى أن وصلت إلى جيبوتي وكينيا لدعم ضحايا المجاعة وحدود تركيا لمساعدة لاجئي سوريا.
رحلة حب وشغف عرفت خلالها قّيمة العطاء دون مقابل، وقيمة رسم ابتسامة أمل وحياة جديدة لضحايا الحروب والمجاعة، وفرحة الفقير عند ترميم بيته أو إطعامه حيث لا تقدر بثمن. تُعد قصة “نورة” مصدر إلهام ودرسا لكل أم وأب ومعلم. أنتم المسؤولون عن وجود آلاف النماذج من “نورة” في جيل اليوم والغد، وهو ما نصبوا إلى تحقيقه في بيوتنا ومدارسنا. 

أكثرية المقبلين على العمل التطوعي في دول العالم ما بين سن (15 - 30) بينما يعد ذلك الأقل في عالمنا العربي، والأسباب كثيرة منها غياب القدوة في البيت والمدرسة، وقلة البرامج التطوعية في المدارس.

في الدول المتقدمة توجد مناهج وبرامج مدرسية تعزز ثقافة العمل التطوعي وتمنح الامتيازات الدراسية للطلبة المتطوعين، لأنهم يقّدرون الأثر التربوي والأخلاقي في الطلبة المشاركين بالمبادرات التطوعية كزيارة الأيتام والمسنين والمرضى وأعمال التنظيف والتشجير، كما تقوم الجامعات في هذه الدول بمعادلة ساعات العمل التطوعي بعدد معين من الساعات الدراسية وإعفاء الطلبة من رسوم بعض الخدمات أو خفض تكاليف الدراسة، وتعمل الجامعة بالتنسيق مع جهات العمل على منح المتطوعين الأولوية في التوظيف. 

العمل التطوعي من أهم العوامل المؤثرة في إعداد الجيل الجديد، وله أثر إيجابي بالغ في تكوينهم خلقياً واجتماعيا، ويعزز انتماءهم للحي والوطن والحفاظ على الممتلكات العامة من خلال أعمالهم التطوعية في المدارس والحدائق والشواطئ ومراكز الخدمات الاجتماعية. مهمة تربوية ووطنية كلنا شركاء فيها. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية