ليس مُستغربا أن تصدر مثل هذه التصريحات من قبل السفير السوري في لبنان حيث إن ما صرح به جاء مناوئا لمملكة البحرين وتجنيًا عليها، وخارجًا عن الأعراف الدبلوماسية والأخوة العربية والمواثيق الدولية، ويُمثل تدخلاً مرفوضًا في شؤون البحرين الوطنية، وتطاولاً على سياسة البحرين، وكان الأجدر به أن ينتقد ما يجري في سوريا وما يجري بحق البشر والحجر من قتلٍ وتدمير، وأن ينتقد سياسة التيار الذي يُعرقل الشؤون السياسية والبرلمانية في لبنان، وأن ينتقد تدخلات النظام السوري والإيراني في الشؤون اللبنانية. ولا ينسى السفير تلك التظاهرات اللبنانية العربية الرافضة لتدخلاته المُستمرة في الشؤون اللبنانية والرافضة لتواجده في لبنان التي كان آخرها أثناء تنظيم القداس الجنائزي للفنانة اللبنانية صباح وطالبوه بالخروج من الكنيسة ولبنان.

إن مملكة البحرين تعرضت للكثير من هذه التدخلات سواء من الدول الغربية أو من النظام الإيراني والعديد من المنظمات ودكاكين حقوق الإنسان، ولم تنقص من شموخها بل رفضتها وأدانتها حكومة مملكة البحرين وشعبها وكل عربي وأجنبي مُحب للبحرين وعارف بقدرها ومكانتها القومية. إن الشعب البحريني في بلاده يعتز بقيادته التي ترعاه وتوفر له ما يكفل له المستوى المعيشي والحياة الإنسانية، والتي تكفل له الحريات والحقوق، وبشهادة الشعوب وأديانها ومذاهبها مملكة البحرين تعد اليوم نموذجًا للتعايش الديني والتسامح الإنساني، في الوقت الذي تدمر حكومة سوريا البلد وتقتل شعبه وتعمل على تهجيره، والأكثر من ذلك أن الحكومة السورية سلمت الأراضي السورية لحكام طهران وفيلق الفُرس وميليشياتها للتصرف بها.

ومؤخرًا عرضت مملكة البحرين تقريرها الدولي حول حقوق الإنسان أمام مجلس حقوق الإنسان، وتميز التقرير بالشفافية والمصداقية حول ما يتم تطبيقه في البحرين من مبادئ حقوق الإنسان والتشريعات سواء لأهل البحرين أو المقيمين على أرضها بكل أديانهم ومذاهبهم. ليقرأ السفير تاريخ البحرين، ليطلع جيدًا على مشروعها الإصلاحي وميثاق عملها، ولينظر جيدًا ما حققته البحرين وشعبها من مكاسب سياسية واقتصادية واجتماعية وإنسانية بفضل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك وما سنته الحكومة من تشريعات وقوانين صانت البلاد وحفظت أنفس العباد، وعملت على إبعاد البلاد وشعبها مما يحصل الآن في سوريا، نعم.. بفضل حكمة القيادة السياسية البحرينية ورُشد حكومتها الموقرة سَلِمَت البحرين من الفتنة المُستوردة وقادت البلاد إلى ضفة الأمن والسلام.